ليال حداد
مساء أمس ظهرت وجوه السياسيين مشوهة على أقنعة وضعها لبنانيون احتفالاً بعيد البربارة الذي يحل اليوم. وقد يكون يستغله البعض للتعبير من خلال الأقنعة عن انتمائه السياسي.
“لا ذنب للأطفال بحروب الكبار” يقولها داني زيدان بنوع من الأسف على ما يشهده لبنان من نزاعات حالية بين السلطة والمعارضة كما يراها.
داني الذي يملك متجراً قرب بلدة المنصورية لبيع لوازم الأعياد والمناسبات من الزينة الى الألعاب النارية والأقنعة الخاصة بعيد البربارة الذي ينتظره الأولاد كل عام للتنكّر بأزياء ووجوه مختلفة.
غير أنّ هذه الأقنعة تغيّرت أشكالها مع مرور الوقت، كما يشرح زيدان “ففي الماضي كان الأولاد يرتدون وجوه شخصيات ديزني لاند كميكي ماوس ودونالد داك والفأرة جيري، إضافة الى وجوه بعض الشخصيات اللبنانية من عالم المسرح والتلفزيون مثل أبو سليم وفهمان وتيتا روزانا... وغيرهم، وكانت كل هذه الأقنعة صناعة لبنانية، أما اليوم فكل الأقنعة هي من منتوجات الصين”.
ويضيف زيدان: “أما اليوم فالواقع مختلف وأشكال الأقنعة تغيرت فلم تعد البراءة موجودة فيها، والأولاد ما عادوا يطلبون وجوه المهرجين أو الحيوانات أو شخصيات الرسوم المتحركة ولكن يريدون وجوهاً مرعبة ومخيفة أو وجوه رجال السياسة اللبنانية”.
ويوضح زيدان أنه كان لديه عدد كبير من أقنعة تشبه وجوه السياسيين اللبنانيين ولكنه باعها بسبب كثرة الطلب عليها على رغم أنه يؤكّد أن هذا النوع من التجارة “غير محبّذ إجمالاً بسبب بعض ردات الفعل التي قد تحصل في ظل التشنج الذي يطبع العلاقات بين اللبنانيين”.
تراوح أسعار الأقنعة بين ألف ليرة لبنانية للوجوه البلاستيكية الى عشرة آلاف ليرة للأقنعة المصنوعة في الصين.
كلام زيدان أكده معظم أصحاب المتاجر الذين يبيعون أقنعة عيد البربارة، كما أكده كل الأطفال الذين كانوا يشترون زينتهم للعيد. ويقول ألكسندر منير وهو في الثامنة من عمره إن “أقنعة الحيوانات والشخصيات التلفزيونية هي للأولاد الصغار جداً، أما أنا فقد أصبحت كبيراً عليها، أريد أن أضع إما وجه الجنرال ميشال عون وإما السيد حسن وأريد أن أنزل بها الى ساحة الشهداء، وهناك سأمضي نهار العيد مع بابا هذه السنة”.
أما ربيع خوري وهو في العاشرة من عمره فيقول “أنا أبحث عن وجه دراكولا (مصاص الدماء) سأرتديه في المدرسة أثناء الحفلة التي نقيمها في الصف”.
“هاشلة بربارة والقمح بالكوارة، يا معلمتي حلي الكيس الله يبعتلك عريس...” تغني صوفيا نخلة ابنة خمس سنوات “ردية” عيد البربارة وتضيف بحزن “اليوم لم تقفل أبواب المدرسة ولن أتمكن من القيام بالنشاطات”.
اليوم عيد البربارة وآلاف الأطفال سيجولون على المنازل متنكرين بزينة اختلفت وتطورت مع الزمن وتماشت مع الأوضاع السياسية الراهنة.