أثار اعتذار المخرجة ساندرا نشأت عن عدم المشاركة في لجنة التحكيم الدولية للدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي، دهشة كثيرين. كان هؤلاء يتوقّعون موافقتها السريعة. لكنّ نشأت فاجأت الجميع، حتى أولئك الذين عارضوا مشاركتها في المهرجان على أساس أنها لم تقدم في مشوارها سوى خمسة أفلام. وفي حين عزت إدارة المهرجان اختيار ساندرا إلى جودة الصورة التي حرصت على تقديمها في أفلامها، قلّة من المنظمين تفهّمت سبب اعتذارها: أمام المخرجة الشابة أيام معدودة لتضع اللمسات الأخيرة على فيلمها الجديد «الرهينة» حتى يستطيع اللحاق بالأفلام التي ستعرض في فترة عيد الأضحى. فضّلت ساندرا فيلمها الجديد على شرف المشاركة في المهرجان، فالأمر بالنسبة إليها أكثر تعقيداً: أبطال الفيلم والشركة المنتجة يطلبون منها أي ضمان لدخول «الرهينة» حلبة المنافسة، وهي أيضاً تحتاج إلى ظهور عملي بعد غياب دام سنة ونصف سنة منذ عرض فيلمها الأخير «ملاكي اسكندرية» في حزيران (يونيو) 2005.
شكّل «ملاكي اسكندرية» نقطة تحوّل في مسيرة جميع العاملين فيه. رآه النقاد نموذجاً لقدرة السينما المصرية على تقديم أفلام إثارة وحركة في شكل جيّد. لذا، غضّ معظمهم الطرف عن ثغر نص محمد حفظي أمام الصورة التي برعت ساندرا في تقديمها. أضف إلى ذلك نجاحها في إدارة الممثلين، فجاء أداء جميع الذين شاركوا فيه، مختلفاً عمّا قدموه سابقاً، ما عدا خالد صالح الذي كان دائماً يتفرّد في تقديم أي دور يسند إليه.
سرد تفاصيل الفيلم ستفسد متعة المشاهدة عند القارئ (المشاهد) الذي يتابعه للمرة الأولى. هو من الأفلام التي لا يمكن متابعتها مرتين بالشغف نفسه، وخصوصاً أن المفاجأة تكمن في المشهد الأخير. يغوص «ملاكي اسكندرية» باختصار في عالم الجريمة. ويتحدث عن محام شاب، يحاول إثبات براءة موكلته من جريمة قتل زوجها، ويعمل على مطاردة عدد من المشتبه فيهم، من سكرتيرة القتيل إلى أولاده.
دفع الفيلم كلاً من أحمد عز واللبنانية نور ومحمد رجب ومحمود عبد المغني خطوات نحو الاحترافية. لكن عزّ كان أقلّ من استفاد من هذه الفرصة، فهو لم يظهر في أي عمل جديد في انتظار «الرهينة» الذي يعوّل عليه كثيراً ليثبت قدرته على تحمّل مسؤولية البطولة المطلقة.
وأسهم الفيلم أيضاً في تشجيع المنتجين على اختيار محمد رجب لبطولة فيلم «ثمن دستة أشرار». وردّت من خلاله غادة عادل على اتهامات النقاد لها، فأثبتت موهبة تمثيلية جيدة، بعيداً من كونها صاحبة وجه جميل فقط. وحصل محمود عبد المغني أيضاً على دور مميز في «دم الغزال». فيما واصلت اللبنانية نور إخفاقاتها، متسلحة بأداء سطحي، لتسجل في النهاية نقطة لمصلحة ساندرا التي كانت الوحيدة القادرة على دفعها نحو الأداء المقنع. أما ريهام عبد الغفور فلم تقدم بعد «ملاكي اسكندرية» أي شيء يذكر.
وفي انتظار خطوة ساندرا الجديدة مع أحمد عز ونور ومحمود عبد المغني، ها هي «ام بي سي» تشتري حقوق عرض «ملاكي اسكندرية» حصرياً، وتخصص حملة ترويج كبيرة له على شاشاتها، قبل أن تعرضه هذا المساء عند الثامنة والنصف.
محمد..