strong> أثارت مقالة الزميل بيار أبي صعب «لوين يا فيروز» («الأخبار»، 1ــ12ــ2006) ردود فعل عدّة، ننشر هنا مقتطفات منها، مع ردّ التحرير
إيقاظ الولاة النائمين

  • اسماعيل معتوق

    ليالي «صح النوم» في بيروت جاءت متكاملة، كل خطوة فيها مدروسة بعناية تامة. وبيّنت أن ما كان ينقص عاصي من تقنيات أو دقة في الملاحظات، جاء ليكمله ابنه زياد الذي نفض الغبار عن واحدة من أجمل مسرحيات الرحابنة.
    اما اخراج العمل الذي قاده برج فازليان، وساعدته فيه ريما الرحباني، فهو يوازي تماماً فكرة عاصي أن العمل الجميل لا يحتاج الى الملابس الاندلسية، ولا العباءات المطرزة، ولا الديكورات الضخمة، ولا الخيول، ولا شاطئ جبيل (!)... انما العمل الجميل يسمو الى الكمال ببساطته.
    أما فيروز، فمن أين نبدأ الكلام عن فيروز؟ من «قرنفل العفريتة» التي نثرت جو البهجة على مدينة البؤس؟ او من فيروز السيدة التي حج اليها الناس ليؤكدوا حبهم لها؟ ثم من هي قرنفل؟ هي بنت بسيطة تريد تسيير أمورها وأمور الناس، أمور أهلها، تريد أن تعيد بناء سقف بيتها الهابط من الشتاء والعصافير والبرد واللصوص. وبما أن الوالي نائم، فقد ناداها الختم «الضجران»، وطلب منها تسيير معاملات الناس، فصارت هي الوالي الحقيقي والفعلي. أليست قرنفل هذه فيروز؟ أليست فيروز البسيطة المتواضعة التي دخلت قلوب الناس، لأنها دافعت عن قضاياهم، لتحصين هذا البلد من الشتاء المنهمر منذ 1975؟ أليست فيروز هي التي تحاول ايقاظ الولاة النائمين منذ الأزل؟


    هل قلت «نهايات سعيدة»؟

  • رمزي خوري

    لم نفهم ما قصد الاستاذ بيار أبي صعب في مقالته «لوين يا فيروز» («الأخبار» ــ 1ــ12ــ2006)، معبّراً عن استهجانه لعرض مسرحية «صح النوم» على مسرح الـBiel المؤجل منذ مهرجانات بعلبك الأخيرة. لقد حوّل فيروز والأخوين رحباني وزياد الرحباني الى كبش محرقة للوضع الراهن. (...) بالطبع، له كل الحق في التعبير عن رأيه الشخصي في الأعمال الفنية. وأنا لن أبدي رأيي الفني في المسرحية، لكن فقط للتاريخ، مسرحية «صح النوم» تعرضت إبّان عرضها الاول لهجوم ساحق من الكتاب «المثقفين» ولم يكن أربعون الرئيس عبد الناصر هو السبب المباشر. إحدى الصحف البارزة آنذاك، اتهمت المسرحية بالسخف...
    وإذا كان الكاتب حريصاً على المقاومة، فإن فيروز تعدّ المقاومة الاولى! فكل ما يؤلف ويلحن من اعمال «ملتزمة» ليس إلا طفيليات تنبت على تاريخ فيروز والاخوين رحباني: يحمل الكورال الرشاشات الحربية في نشيد «سيف فليُشهر» من شعر الاستاذ سعيد عقل. أما إذا كان من الموالاة، فنحن نفهم غضبه العام ذلك اليوم (...)
    لكن الكاتب حصر تأثير فيروز والاخوين رحباني بـ «الخدر السلبي»، وأشار إلى «الوطن الكذبة الذي يتصالح أهله كل مرة في نهاية العرض». ولا بد هنا من بعض الملاحظات:
    ــ غربة/ فيروز المقاوِمة في مسرحية «جبال الصوان» تستشهد في آخر المسرحية.
    ــ هيفا/ فيروز تعتقل في «يعيش يعيش»، ويعود الامبراطور الى الحكم.
    ــ الحاكم يقمع الشعب في نهاية «الشخص» وبياعة البندورة (فيروز) تستجدي وتستدين.
    ــ في «الليل والقنديل» يبقى البريء غارقاً في العتمة وقصص الحب مبتورة مقهورة.
    هذه بعض الأمثلة لنهايات غير سعيدة. أما في خصوص «صح النوم» فهل بقاء الحاكم نائماً يعني نهاية سعيدة.


    ¶ ¶ ¶

    حبّذا لو أنك قرأت مقالتَيْ الزميل بيار أبي صعب في العدد التالي من «الأخبار» (2/ 12/ 2006)، أي بعد تقديم العرض الافتتاحي لأوبريت «صحّ النوم» في موعده المقرر. لكنت لاحظت أن مقاربتك للمسرح الرحباني ليست بعيدة عن مقاربة الكاتب. شكراً طبعاً على ملاحظاتك، وعلى حماستك ودفاعك عن فيروز. لكن ليتك لاحظت أن هذا السجال المركّب مع مسرح الرحابنة وفيروز، لم يكن هدفه الاساءة الى التراث الرحباني العريق، بل الرثاء لحال البلد في ظل المشهد السياسي الراهن. لن نذكرك بالمثل الصيني القديم: «حين تشير الى القمر، ينظر «الشاطر» إلى إصبعك»!
    التحرير