بروكسيل ـ طه المراكشي
حصد فيلم “ليلة رائعة في سبليت” للمخرج الكرواتي آرسن أنتون أوستوجيك الجائزة الكبرى في مهرجان “السينما المتوسطية” في بروكسيل، فيما كانت الجائزة الخاصة للمهرجان من نصيب “عمارة يعقوبيان” للمخرج المصري مروان حامد.
وكان الفيلم المثير للجدل المقتبس عن رواية لعلاء الاسواني، قد افتتح الدورة التاسعة للمهرجان في 23 من الشهر الماضي في غياب المخرج والكاتب على السواء. إذ اعتذر المخرج مروان حامد عن عدم الحضور في اللحظة الأخيرة. فيما لم يتمكن علاء الأسواني الذي كان في فرنسا يومها، من تلبية الدعوة المتأخرة التي وجهها إليه المهرجان قبل يومين من الافتتاح، بعدما ارتبط بمواعيد في القاهرة.

أفلام عن الهجرة

ونافس“عمارة يعقوبيان” 11 فيلماً على جوائز هذه الدورة، من بينها الفيلم الجزائري “بركات” لجميلة صحراوي و“بابا عزيز” للتونسي ناصر خمير، والفيلمان المغربيان “ريح البحر” لعبد الحي العراقي و“أبواب الجنة” لسهيل وعماد نوري. وإلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، عُرضت بانوراما للأفلام المتوسطية اشتملت على “البوسطة” (فيليب عرقتنجي ــ لبنان)، و“باب المقام” (محمد ملص ــ سوريا)، و“حليم” (شريف عرفة ــ مصركما عرض المهرجان الذي انتهى أول من أمس، مجموعة أفلام وثائقية تتناول الطابع الاجتماعي والثقافي المتعدد للبلدان المتوسطية. وتلت هذه العروض نقاشات ومحاضرات. كما سلّطت هذه الدورة الضوء على انتاج منطقــــــة البلقان التي حلّت ضيفة شرف على المهرجان، من خلال أفلام من صربيا وكــــــرواتيا ومقدونيا وألبانيا وسلــــوفينيا. وعُرضت أفلام بلجيكية أُنتــــــــجت في السنتين الأخـــــــــيرتين. وكان للمهرجان نصيبه من التظاهرات الاستثنائية الجديدة. إذ عَرض أفلاماً تتناول الهجرة بمختلف أشكالها، إضافة الى عرض مجموعة من الأفلام الغنائية في البلدان المتوسطية.
وكان لافتاً في هذه الدورة غياب العديد من النجوم الذين كان من المفترض أن يحضروا وفقاً للبرنامج. غاب الممثل المغربي الكبير حميدو بنمسعود عن عرض فيلم “أبواب الجنة” للأخوين نوري. وغابت عن عرض “رحيمو” للمخرج البلجيكي المغربي الأصل إسماعيل السعيدي، الممثلة المغربية منى فتو التي كانت منهمكة في التحضير لحفل افتتاح “المهرجان الدولي للفيلم” في مراكش. كما تعذر على النجمة التونسية هند صبري الحضور لعدم حصولها على تأشيرة الدخول.
ولاحظ الجمهور حضور وزيرة الثقافة البلجيكية، المغربية الأصل، فضيلة لعنان... يرافقها نجم لا يحلّق في مدار الفن السابع هذه المرة! لم يكن هذا النجم سوى الهولندي المغربي الاصل مبارك بوسوفة، وهو اللاعب في المنتخب المغربي لكرة القدم ونجم فريق “أندرلخت” البلجيكي المتوّج أفضل لاعــــــــب في بلــــــــــجيكا لهذه السنة.
هكذا تكون فضيلة لعنان قد أطلقت العنان لسياسة الانفتاح على نجوم الرسم والطرب والموسيقى التي اختارها المهرجان منذ بدايته. ويؤلف الانفتاح قاعدة لهذا الملتقى المتوسطي، بعيداً عن سماء المتوسط. هذا على رغم أنه من الصعب إسقاط الهوية المتوسطية على بروكسل. هذه الهوية التي اكتسبتها بفضل اخلاص لأصولها المتوسطية، حتى إنها طبعت العديد من أحياء المدينة. وإضافة إلى الجالية المغربية، هناك جاليات تركية وإيطالية وفرنسية وإسبانية وبرتغالية ويونانية تعيش في بلجيكا إلى جانب أقليات أخرى تتقاسم معها الانتماء للحوض المتعدد الأعراق والثقافات.