سوزان هاشم
يشارك اللبنانيون “من صغيرهم لكبيرهم” في التعبير عن آرائهم إزاء ما يحصل في البلاد.
بلدة عزة الجنوبية قرية تتسم بالهدوء والسكينة، لكن مجموعة من الأطفال قررت أن تخترق جدار السكينة فيها من خلال تنظيم مسيرة هدفها “إسقاط حكومة السنيورة”.
أعضاء هذه المجموعة تتراوح أعمارهم بين 4 و 10 سنوات، ولم ينادِ أكبرهم، علي عسيلي رفاقه للمشاركة في الألعاب التي اعتادوها، بل للانخراط والدخول في “اللعبة السياسية اللبنانية”. ورفع بعضهم الأعلام، فيما حمل آخرون مسدسات من البلاستيك، وبدأوا يجولون في شوارع القرية، مرددين شعارات الكبار: “يا سنيورة نزال نزال هيدا الكرسي بدها رجال”، و“الله ونصر الله والرابية كلها”، وحتى أغنيتهم “كلن عندن سيارات” غنوها على الطريقة السياسية للمعارضة! المعارض الأصغر سناً عباس جمول (4 سنوات) راح هو أيضاً ينادي “بإسقاط السنيورة” على رغم أنه بالكاد يحسن لفظ بعض الحروف.
ما الذي جعل هؤلاء الصغار يهملون ألعابهم الخاصة؟ ما الذي جعلهم يهملون “بيت بيوت” و”الغميضة” وغيرهما لـ“يمتهنوا” لعبة الكبار؟ قد تكون نقاشات أهاليهم وقد تكون الصور والتقارير التي يتابعونها عبر وسائل الإعلام هي ما جرهم إلى “زواريب السياسة”، فهؤلاء الأطفال على حدّ قول أحدهم يرون “السنيورة مخادعاً لشعبه”، لذلك يريدون رحيله. ويتمنى “المعارضون الأطفال” المشاركة في الاعتصام، وأن يبيتوا ليلتهم في ساحات الاعتصام، ولكن الدوام المدرسي يحول دون تحقق رغباتهم هذه وفق ما قال بعضهم.
آراء ذوي الأطفال انقسموا في تقييمهم للخطوة التي قام بها أولادهم. بعضهم رأى أن الاحتقان والتوتر السائدين في لبنان يساهمان في “قتل البراءة لدى الصغار”، فيما رأى الآخرون أن لأي إنسان الحق في التعبير عن رأيه وللأطفال حصتهم في التغيير.