strong>مهى زراقط
“وشهد شاهد من أهله” قال نقيب الصحافة محمد البعلبكي، خلال رعايته أمس إطلاق الفيلم الوثائقي “الانهيار” (BREAK DOWN) الذي أعدّته وأخرجته الإعلامية الأميركية جوانا توكر. غير أن هذه الأخيرة لم تتعاط مع الفيلم الذي يتناول السياسة الخارجية الأميركية انطلاقاً من جنسيتها، بقدر ما كانت مهنتها كإعلامية هي المحرّض على إنجازه.
بعد عشر سنوات من العمل الصحافي في BBC و«الجزيرة»، خلصت توكر إلى أن وسائل الإعلام الإخبارية لا تتيح للجمهور الاطلاع على حقــــــــــيقة الأحداث الــــــتي تدور في العالم. نظرتها النقدية للعــــــــــمل الإعلامي كما يـــــــــمارس الآن جعلها تشعر بالتقصير الفاضح في عمــــــــــل المؤســــــسات الإخبارية، «يكاد الخبر يتحوّل إلى مجرد دعاية، والتغطيات غالباً ما تكون سطحية». وتعزّزت هذه القــــــــــناعات بعد أحــــــــــداث 11 أيلول، «شعرت بأن الخبر لم يعد كافياً للـــــــــــمتلقي من دون الإشارة إلى خلفياته». لذلك، تلقّفت بحماسة عــــــرض شركة OWL FILM PRODUCTIONS لإنتاج شريط وثائقي، علماً «أنني كنت من اقترح الفكرة وتولّيت الإعداد مستفيدة من خبـــــرتي وعلاقـــــاتي في الوكالات الإخبارية».
صعوبات عدة واجهت الفيلم خلال سنتين من العمل، لعلّ أبرزها كان إشراك صنّاع القرار الأميركيين وأخذ رأيهم، أو «الحصول على الحقيقة» بتعبير توكر. وكان لافتاً تشبيه جوانا (وأمها لبنانية الأصل) الديموقراطية الأميركية بالديموقراطية اللبنانية: «يمكن التعبير عن الرأي لكن ليس في ما قد يمسّ السلطة». والدليل أن وزارة الخارجية الأميركية كانت ترفض الإدلاء بأي تصريح عن سياستها، «وهذا ما جعل إنجاز الفيلم صعباً، لأن المطلوب كان رسم صورة واضحة وشاملة... السياسة الأميركية لا تقتصر فقط على الحاجة إلى النفط في السعودية، أو دعم اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، الصورة أكثر تعقيداً من كل هذه الأسباب مجتمعة».
من هنا تعتبر أن أهمية الفيلم تكمن في كونه «يظهر للمرة الأولى وجود مشروع للشرق الأوسط يُعمل على خلقه بغض النظر عن الواقع الموجود على الأرض. إنهم يخلقون الواقع الذي يريدونه ويسوّقون له».
أما الأخطر في رأيها فيتجاوز المشروع إلى الطريقة التي قُدّم بها إلى العالم: «يروّجون لممارساتهم على أنها عمل خير يقومون به بصفـــــــــــــتهم «المتفوّقون أخلاقياً» خدمة لغيرهم من بني البشر».
تجاوزت كلفة الفيلم 750 ألف دولار. وتوضح كوتر أن “الشركة المنتجة تعوّل على تغطية أكلافها من خلال تسويق الفيلم وبيعه كـ“DVD”. أما في لبنان والدول العربية فسيتولى “مركز بيروت الدولي للإنتاج والتوزيع الفني” تسويقه، كما أوضح مدير المركز أحمد حوماني: “الفيلم أتى في اللحظة المناسبة، ونحن سنحاول بيعه لمحطات فضائية عربية، وسنعرضه على شاشة تلفزيون “المنار”. ورحّب مدير العلاقات العامة في “المنار” إبراهيم فرحات بالفكرة، لأن الفيلم “يقع في دائرة اهتمامات القناة بما يتعلق بقضايا المنطقة والصراع الدائر فيها... وأدعوكم إلى مشاهدته قريباً”.