لم يختلف الفن الرحباني كثيراً بين السينما والمسرح... القرية اللبنانية كانت حاضرة بقوة هنا وهناك، وصوت فيروز ظلّ مهيمناً على كل شيء آخر. بعد نجاح فيلمي “بيّاع الخواتم” و“سفر برلك”، تشجّع الأخوين الرحباني على استكمال المغامرة السينمائية عام 1968 بفيلم ثالث هو “بنت الحارس” مع المخرج هنري بركات. كالعادة، يلامس الفن الرحباني الواقع اللبناني القائم على التسويات بأسلوب ساخر وقالب فني خفيف وجذاب... بنت الحارس “نجمة” ليست سوى فيروز، معلمة الموسيقى في قرية كفرغار... تثور حين يخبرها والدها “توفيق” (نصري شمس الدين)، أن المجلس البلدي قرر الاستغناء عن خدماته وصديقه صالح كحارسين، بعد أن استتب الأمن في القرية. تقرر نجمة مساعدة والدها في الحفاظ على عمله، فتتنكّر في زي شاب ملثّم يطلق الرصاص كل ليلة ليثير الرعب في نفوس أهالي القرية. تنجح خطتها ويعود توفيق إلى عمله. ويتربص لـ“أبو كوفية” إلى أن يمسك به ويكتشف هويته. لم يستطع الأخوان رحباني الابتعاد يوماً عن إغراءات الإسقاط السياسي: فجولات نجمة الليلية كشفت لها أسرار الفاسدين من المجلس البلدي... تبتزّهم جميعاً حين يقررون معاقبتها فلا يجدون مهرباً من التسوية! يكتسب الفيلم بعداً مدهشاً في هذه الظروف التي نعيشها. ومن يظنّ أنه سيحسّ فقط بالحنين لدى متابعة الفيلم، سيفاجأ باندماجه في اللعبة.

الثامنة مساء على “سينما 1”