خالد صاغيّة
منذ أن ارتفع مطلب حكومة الوحدة الوطنية، وخصوصاً بعد الخطاب الأخير للسيّد حسن نصر الله، بدأت السلطة تساجل في ما تعتبره نقطة ضعف لدى الفريق المعارض. فكيف يريد السيّد تشكيل حكومة وحدة وطنية مع من يعتبرهم خونة؟
من وجهة نظر حزب الله، يمكن الطعن في وطنية من لم يقم بواجباته حيال المقاومة أثناء الحرب. هذه وجهة نظر الحزب التي لا يمكن توقّع عكسها. السؤال الأهمّ هو كيف يتعاطى الحزب مع قوى يتشكّك في وطنيّتها؟ الإجابة التي ترفعها المعارضة اليوم هي: الشراكة، وإن كانت شراكة تنبع من عدم الثقة بالشريك. فهل كانت السلطة لترتاح لو قيل مثلاً إنّ الخونة تنتظرهم أعواد المشانق؟ هل كانوا سيتحدّثون حينها عن انسجام حزب الله مع نفسه، وعن إعجابهم بالتسلسل المنطقي السليم لفكر حسن نصر الله؟
يبدو الفارق الأساسي بين ما نشاهده اليوم من تظاهرات وبين تظاهرات فريق 14 آذار هو أنّ الأخيرة كانت (ولا تزال) تصرّ على القول بأنّها هي لبنان، وهي الإجماع الوطني، وأنّ الآخرين غير موجودين. أعاد النائب سعد الحريري أخيراً تأكيد هذه النقطة، واصفاً معارضيه بأنّهم «أوهام» بعدما سبق أن وصف خصومه في الانتخابات بـ«قتلة رفيق الحريري».
ما تعتبره السلطة نقطة ضعف، وتتذاكى في التعليق عليه، هو بالضبط ما يطمئن. يبدأ الخوف حين تتوهّم المعارضة، هي الأخرى، أنّها لا تواجه سوى أوهام.