strong>مهى زراقط
استقلّت نادية السقّاف، رئيسة تحرير Yemen” Times” السيارة التي ستوصلها إلى المطار، لكن عينيها لم تفارقا الصحافيين الذين تحلّقوا حولها عند مدخل “بيال” أمس... أومأت لهم بيدها قائلة: “راسلوني عبر البريد الالكتروني وسأجيب عن كل أسئلتكم”.
السقّاف التي تسلّمت أمس جائزة جبران تويني السنوية الأولى للحريات الصحافية، بدت أكثر من فخورة بحصولها عليها في لبنان، البلد الذي تحب. تبادر هي إلى الحديث مع الصحافيين المحيطين بها، تطلب منهم التجمّع لتكون الإجابات واحدة كسباً للوقت.
سلوك قيادي لافت، يأتي ليعزّز استحقاق هذه السيّدة الشابة للجائزة. توضح، قبل طرح أي سؤال عليها، أنها المرأة الوحيدة في الخليج العربي التي تتولى رئاسة تحرير صحيفة ناطقة باللغة الانكليزية. وتحاول، في الدقائق القليلة المتاحة لها، أن تتحدث عن صحيفتها ومحاولاتها لتطويرها: “تصدر “يمن تايمز” مرتين في الاسبوع، ونعمل على إصدارها يومياً. هي متخصصة في السياسة والاقتصاد. لكنني منذ توليت رئاسة تحريرها بدأت العمل على توسيع نطاق اهتماماتها لنتناول الجوانب الاجتماعية في اليمن”. وتحقيقاً لهذه الغاية، “وظفت عدداً من النساء أثبتن نجاحهن... يجب إخراج النساء من المهن الملتصقة بهن كالتمريض والتدريس...”.
هذا ما يتيحه وقت السقاف لقوله، ويبقى السؤال عن كيفية وصولها إلى منصب رئاسة التحرير معلّقاً في الهواء.. إلى حين العودة إلى الصحيفة وإجراء البحث عن الفائزة لنعرف أنها، كعادة معظم رؤساء التحرير في تولي مناصبهم، “ورثت” المركز. إذ إنها ابنة صاحب الجريدة ومؤسسها الراحل عبد العزيز السقاف الذي توفي في حادث سير عام 1999. وقد تولّت رئاسة التحرير في أيار (مايو) 2005، بعدما قرر شقيقها وليد (رئيس التحرير السابق) السفر إلى الولايات المتحدة لإكمال دراساته العليا. قبل تولّيها هذا المنصب، درست السقاف هندسة الكومبيوتر في منظمة “أوكس فام”، وخضعت لعدد من الدورات التدريبية في مجال الإعلام بفرنسا وبريطانيا وكانت تسهم في تحرير أخبار للصحيفة.
من خلال هذه السيرة، يمكن الاستنتاج أن الجائزة لم تذهب إلى السقاف بصفتها الشخصية فحسب، بل إلى “يمن تايمز” الجريدة التي تطمح إلى جعل اليمن “وطناً دولياً صالحاً”. وقد حصدت منذ تأسيسها في عام 1990 عدداً من الجوائز ربما كان أبرزها جائزة “المعهد الدولي للصحافة” لـ“حرية الصحافة” في أيار (مايو) 2006.
وتميّزت “يمن تايمز” بمعارضة الحكومة اليمنية، وهي توصف في الأوساط الصحافية اليمنية بأنها أكثر الصحف استقلالية وخصوصاً بعدما خاضت تحدي شراء مطبعة خاصة بها في عام 2003 لتستغني بذلك عن المطابع المملوكة من الدولة “التي كان يمكنها في أي وقت الامتناع عن طباعة الصحيفة لأي سبب” كما تقول السقاف في إحدى مقابلاتها.
يذكر أن الجائزة هي عبارة عن منحة مالية قيمتها عشرة آلاف يورو، تهدف إلى تمكين الفائز من تلقي تدريب متقدّم في مجال إدارة الصحف. كما ستحصل السقّاف أيضاً على أشكال إضافية من الدعم من “الاتحاد العالمي للصحف”، عن طريق معهد التدريب التابع لصحيفة “النهار”.