خالد صاغيّة
في الأوّل من كانون الأوّل، أي في اليوم الأوّل من تحرّك المعارضة في وسط بيروت، أدلى وزير المال جهاد أزعور بتصريح قال فيه إنّ كلّ يوم تعطيل تسبّبه هذه الاعتصامات يكلّف البلاد سبعين مليون دولار.
لا يمكننا التشكيك في هذا الرقم الذي يطرحه وزير المال. فهو، في النهاية، وزير المال.
وبناء عليه، يمكننا القول إنّ يوم العمل في وسط بيروت ينتج سبعين مليوناً، أي إنّ شهر العمل في وسط بيروت ينتج 70×30=2100 مليون، أي مليارين ومئة مليون دولار. وهذا يعني أنّ وسط بيروت ينــــتج في الســـــنة ما قيمته 2100×12=25200 مليون، أي 25 ملياراً و200 مليون دولار.
صحيح أنّ الوسط هو وسط تجاريّ، وأنّه الوسط التجاريّ في العاصمة، إلا أنّه لا يمكن أن يختصر كلّ التجارة والعمران والخدمات المصرفية في البلاد، ناهيك عن خلوّه من أيّ إنتاج زراعيّ أو صناعيّ. لكن، فلنساير معالي الوزير ونقول إنّ هذا المربّع الصغير في الوسط، إضافة إلى انعكاساته، مسؤول عن ربع الحركة الاقتصاديّة في لبنان. نستنتج من ذلك أنّ بلدنا ينتج سنوياً 25200×4=100 مليار وثمانمئة مليون دولار. وبذلك يكون لبنان قد تحوّل من حيث الإنتاج لا إلى دبي فحسب، بل إلى الإمارات العربية المتحدة، دبي وأبو ظبي ونفطهما وتجارتهما وخدماتهما ضمناً. وكلّ ذلك بفضل الإدارة الأزعوريّة الحكيمة للاقتصاد اللبناني. مبروك.