فاطمة داوود
جائزة “مطربة الشباب الأولى في مصر”، دعوة إلى تمثيل فناني العرب في مهرجان “أم تي في” العالمي، وعرض مغرٍ من “روتانا”... كل هذا لم يثلج صدر ميريام فارس لأن القلق يقضّ مضجعها كل ليلة

ترى ميريام فارس أن سرّ نجاحها ينطلق من نقطتين أساسيتين: الرقص والغناء. الصدى الإيجابي لأعمالها السابقة، يجعلها اليوم تتمسك أكثر بتقديم المشاهد الراقصة في جميع كليباتها. لذا، تراها تبحث عن الألحان والإيقاعات التي تخدم توجهها الفني القديم الجديد. ومن “أنا والشوق” و“ناديني” ثم “حقلق راحتك” وأخيراً “واحشني إيه”، كانت فارس تتقدم بخطى ثابتة، وتحاول صقل موهبتها عبر الالتحاق بصفوف الباليه الكلاسيكي من ناحية، والغناء في الكونسرفتوار الوطني من ناحية ثانية.
وبعد نيلها أخيراً لقب “مطربة الشباب الأولى في مصر” وفق استفتاء أعدته صحيفة “الأهرام”، هل تفكّر ميريام بأن تحصد جائزة “وورلد ميوزيك اوورد”؟ تجيب وقد رسمت على وجهها علامات الدهشة: “لماذا يثيرون كل هذه الضجة حول الجائزة المذكورة. هي تقدير مهم، لكن ليس إلى حدّ النزاع عليها... ولو خيّرت مثلاً بين نيل الجائزة أو تقديم حفلة موسيقية ضخمة في أميركا، لاخترت بلا شكّ الاحتمال الثاني. أسعى إلى النجاح الجماهيري، وأطمح إلى العالمية لا إلى مجرّد جائزة أضعها على الرفّ”. وتستدرك سريعاً: “انا فرحة لأن إليسا نالت الجائزة للمرة الثانية، وقد هنأتها لأنها تستحقها بعد الجهد الذي بذلته طيلة السنوات الماضية. كما أتمنى للجسمي أن يحصدها السنة المقبلة، إذ قرأت في المجلات أنه غاضب، لأن الجائزة ذهبت لغيره”.
يعلو صوت ميريام حينما تتحدث عن مجهودها الفني. وعلى رغم الدعم المطلق التي توليه شركة “ميوزيك از ماي لايف” التي تدير أعمالها، ترى الفنانة الشابة أن ثقة الشركة بها لم تأت من فراغ، “أنا تلميذة مجتهدة، اتابع تفاصيل الألبوم بدقة، وأحرص على اختيار الكلمات والألحان وأفكار الكليبات بدقة متناهية”. وترفض ميريام مقولة أنها لم تتخطّ بعد “عقدة” أغنيتها الأولى “أنا والشوق”، فالأعمال التي قدمتها لاحقاً نافست بقوة باكورة إنتاجاتها، و“الدليل نجاح الحفلات التي أحييها دورياً”.
هاجس النجاح
إلا أن طريق الفن لم يكن يوماً مفروشاً بالورد، فميريام تعيش قلقاً مستمراً من الفشل وسط الزحمة الشديدة التي تعيشها الساحة الفنية، وظهور شبه يومي لمغنيات جديدات. وهي ترفض اتهامها بالغرور لأن قلقها من الفشل يقضّ مضجعها، وتعرف أن نِعَم الغناء لا تدوم. وتعزو ابتعادها عن المقابلات التلفزيونية إلى حرصها على انتقاء الأفضل بينها... وتكشف فارس عن أنها تتلقّى عروضاً عدة من شركات الإنتاج التي “تتلهف جميعها على جذبي بعدما شارف عقدي مع “ميوزيك ماستر” على الانتهاء”. لكن العروض المطروحة لا تناسب طموحاتها، فمكانتها الفنية تستحق عرضاً مغرياً على الصعدين المادي والمعنوي. وعلى رغم أنها لم تشأ ذكر اسم الشركة التي اشترطت عليها التخلّي نهائياً عن إدارة أعمالها مقابل عرض مادي ضخم، كشفت أن المفاوضات الجارية بينها وبين شركة “روتانا” قد تتكلل قريباً بالنجاح. اما بالنسبة إلى تمسكها بشركة “ميوزيك إز ماي لايف” التي تدير أعمالها، فيعود اولاً وأخيراً إلى الثقة المتبادلة، وحفظاً منها أيضاً لفضل صاحبها غسان شرتوني إذ فتح أبواب المجد أمامها.
وهل كان للشركة التي ينتمي إليها مروان خوري دور في تقديمه لحناً لميريام بعد قراره تقليص عدد الألحان اتي يقدمها إلى زملائه؟ تجيب بحماسة: “لا يجازف مروان خوري باسمه. ولو لم يؤمن بقدراتي الصوتية لما قدّم لي لحناً. في الشركة فنانون آخرون ولم يخصّهم بأي عمل”. وقد سجلت ميريام الأغنية قبل أيام، وهي من كلمات خوري وألحانه، اما التوزيع فهو لهادي شرارة. وقد تحمل عنواناً مبدئياً هو “إذا بدك تروح”.
إلا أن مروان خوري ليس الفنان الوحيد الذي تتعاون معه ميريام للمرّة الأولى في ألبومها الجديد، فهناك أيضاً سمير صفير الذي قدّم لها ثلاث أغنيات: اثنتان باللهجة المصرية وواحدة باللهجة اللبنانية، إضافة إلى وليد سعيد وطارق مدكور.
ولا تخفي ميريام إعجابها بالمخرج وسام سميرة الذي قدمها بشكل مختلف في كليبي “حقلق راحتك” و“واحشني ايه”. وتعترف بأن احد الأسباب الأساسية التي دفعتها لاختياره كان تعاونه مع راغب علامة بكليبن متتاليين. وقد بدأت الإعداد مع سميرة لمجموعة من كليبات ألبومها المقبل.
على الصعيد الاعلانات، لا تزال ميريام تتلقّى العروض، وبينها إطلاق عطر جديد يحمل عنوان إحدى أغنيات الألبوم المقبل مع شركة “محمود سعيد”. كما كشفت عن تعاون محتمل مع شركة “بيبسي”، لكن المفاوضات الجدية لم تبدأ بعد. يذكر اخيراً أن ميريام لن تلتقي الجمهور اللبناني ليلة رأس السنة، إذ تحيي حفلة العام الجديد في القاهرة مع مواطنها فضل شاكر.