خالد صاغيّة
«يا كبير المنافقين يا نعيم قاسم... يا أشبه بالمشعوذين الهندوس الذين يتراقصون على المسامير أو يداعبون الأفاعي مقابل بعض الدنانير»... «يا أشرف الخلق على الإطلاق... وأبهاهم خلقاً وأرقاهم طهارة وإيماناً، وأسماهم منظراً وإشعاعاً، والذي ضجّت الدنيا بمكرماته، فكادت أن تفوق مكرمات الصحابة والأولياء، وفاقت سيرته سيرة كبار الصوفيين والقديسين».
هكذا شاء السيّد وليد جنبلاط أن يردّ على مئات الآلاف الذين احتشدوا في وسط بيروت يوم الأحد الماضي. حسناً، لا بأس. فالتجمّع، كما يبدو، أساء إلى «ويك أند» البيك. بالطبع، ليس المقصود الدفاع عن نعيم قاسم، وخصوصاً أنّه هو الذي «حركش» بالبيك الذي كان لابداً. لكنّ المقصود هو أنّ رداً كهذا يجب أن يفهمه السيّد عمرو موسى جيّداً.
فما الذي ضرب عمرو موسى على رأسه؟ من الذي دعاه؟ ماذا يريدون منه؟ تساؤلات لا بدّ من أن يطرحها الرجل على نفسه. فالوسيط يُستدعى عادةً ليتوسّط. ويتطلّب التوسّط وجود فريقين راغبين في حلّ النزاع في ما بينهما. لكن، في الحالة اللبنانية، لا شغل لعمرو موسى، ولا حاجة لنا إلى المزيد من العاطلين عن العمل.
على أحد ما أن يخبر السيّد موسى أنّ شهية اللبنانيين على حلّ النزاع مفقودة. وفقدان الشهيّة هذا مؤيّد عالمياً. رحم اللّه جون بولتون. والتصريح أعلاه ليس نزوة. إنّه في الواقع مجرّد «بروفه». ومن لا يملك الصواريخ، بإمكانه أن يستخدم البلطة.