عبادة كسر
ترتبط أمكنة كثيرة في بعلبك بقصص متنوعة، فبعض عشاق هذه المدينة التاريخية يجدون في حجارتها ومبانيها تفسيرات لقضايا ينسجها خيالهم. ويذكر أبناء المدينة أبا شومان الذي رحل قبل عشرين سنة وكان يعتقد أن حجراً يتوسط بركة في رأس العين في بعلبك هو “فلينة” العالم.
كان أبــو شـــــــومان صاحب مزاج خــــــــــاص، وكان يـــــــعتقد كــــــــــثيراً بالمــــــــاورائيات والغـــــــــــــيب وفـــــــــنونه. ومن شـــــــــدة ولعـــــــــه ببعـــــــــــلبك وخصوصيتها، اعتقد بأن كنوز العـــــــــــالم مدفونة في بعلبك، وفقاً لتناقلات شعبية استند إليها.
اللافت هو اهتمام أبي شومان اليومي بالحجر الذي يتوسط بركة البياضة في رأس العين، يتأمله أكثر من نصف النهار، لما يمثل ذلك الحجر وكان يردد أنه “فلينة الكرة الأرضية، فإذا انتزع، تخرج المياه من الأرض وتنضب”. لذا كان كلما اقترب عمال البلدية من هذا الحجر بغية تنظيف البركة، هبّ صارخاً “لا تلمسوه، إنه فلينة الكرة الأرضية”، فيحترزوا ويبتعدوا.
وضع الحجر في القرن الماضي، وهو حجر طاحون، وضعته الجهات المختصة لقياس منسوب المياه. ويعمل بعض الشبان حالياً على تأسيس جمعية للاهتمام بآثار بعلبك ومن بينها هذا الحجر أو “فلينة” العالم.