القاهرة ــ “الأخبار”
فيما يعاني معظم العاملين في الإعلام الحكومي المصري حالة إحباط مزمن بسبب غياب القنوات الرسمية المصرية عن أي منافسة فضائية، لا يزال لدى بعضهم القدرة على الاحتجاج ولو بوسائل مبتكرة... قد يعجب الكثيرون عندما يعرفون أن 10 من مذيعات ومذيعي قناة “النيل للأخبار” لم يجدوا حلاًّ لعدم تواصل مديرتهم (هالة حشيش) معهم سوى اقتحام مكتبها وإقفال الباب بالمفتاح... أجبر هؤلاء مديرتهم على سماعهم، وشكوا لها تهميشها إياهم لمصلحة مجموعة أخرى زملائهم. كذلك انتقدوا اختيارها مجموعة من الصحافيين لتقديم برامج جديدة على شاشة القناة التي سيتغير اسمها إلى قناة “مصر الإخبارية” في بداية العام الجديد. وهذا يعني أن الصحافيين الجدد سيقدمون البرامج الحوارية، فيما ستنحصر مهمة زملائهم في تقديم نشرات الأخبار، على رغم أنهم جميعاً من مؤسسي القناة التي أبصرت النور قبل 8 سنوات.
ومرت المواجهة على خير، وانتهى السجال داخل مكتب مديرة القناة بوعد منها بمراجعة اعتراضات المذيعين الذين هددوا باللجوء إلى وزير الإعلام المصري أنس الفقي، خصوصاً أن حشيش تتحدث دائماً باسمه، وتعزو قراراتها إلى رغبة الوزير “اللي عاوز كده”.
وكانت صرخات الاحتجاج على حشيش قد تصاعدت بكثافة طيلة الأشهر الماضية. وبدأت برسائل محمول قصيرة تسخر من قراراتها، ثم مقاطعة الاجتماعات التي تدعو إليها، ثم تصريحات صحافية، قبل اللجوء إلى الحلّ الأخير.
وتعدّ حال القناة نموذجاً لحالة التخبط التي يشهدها الإعلام المصري، وعلى رغم انخفاض ميزانيتها، نجحت “النيل للأخبار” في استقطاب الشارع المصري نتيجة تركيزها على القضية الفلسطينية طويلاً. لكن سرعان ما تراجعت القناة، وسبّب ذلك “هروب” كوادرها إلى محطات “العربية” و“الحرة” و“الراي” و“الجزيرة». كل هذا قبل أن تطلق حشيش رصاصة الرحمة على القناة، وتعطي الامتيازت لمجموعة من الإعلاميين، وتصبح نشرة الاخبار تقريراً روتينياً للأخبار الحكومية، ويتميز شريطها الإخباري بعدد لا يحصى من الأخطاء المطبعية.