خالد صاغيّة
أدار المواطن ألِف جهاز التلفزيون. يُقال إنّ البرنامج الذي يُعرض على الشاشة سياسيّ. ثمّة مُحاور، وثمّة ضيف. المحاور لا يحاور. والضيف لا أحد يعلم لماذا استضيف. لكنّ الكلام كبير، ولا يدور حول موضوع محدّد. فالبرنامج يسعى إلى استغلال فرصة وجود الضيف معنا هذا الصباح، كي يعطي رأيه في كلّ شيء، وخصوصاً أنّه خبير في كلّ شيء.
الوضع السياسي الداخلي، حقوق المرأة، السياسات الاقتصادية، التخلّف والتقدّم، السياسة الدولية، القلق الذي يصيب الدببة في القطب الشمالي، القانون الدولي، المحافظون الجدد، فوائد خلّ التفاح، أزمة المناجم على حوض الميسيسيبي... هذا غيض من فيض كاد يقضي على مفعول القهوة الصباحيّة.
يا اللّه! كيف يمكن للمواطن ألِف أن يترك هذا الحديث المشوّق لينصرف إلى الاستحمام؟ إذ إنّ إغلاق باب الحمّام والوقوف تحت الدوش سيجعل من متابعة هذا البرنامج أمراً مستحيلاً. كيف سيتمكّن ألِف من المغادرة إلى عمله، وهو لم يعرف بعد نهاية قصّة صناعة أكياس النايلون تحت بحر إيجه؟ والطائفية... ألا نريد القضاء على الطائفية هذا الصباح؟ تخيّلوا أنّنا نعيش في بلاد لا يحترم الحكم فيها مبدأ الشفافية. مصيبة كبيرة، وخصوصاً أنّ صديقنا المحاور يريد ادّعاء الموضوعية. وفّر عليك يا أخي، ولنستمع إلى الخبير التلفزيوني وهو يعطينا نبذة عن الفارق بين السَّمَنْدل الأسود والسمندل الرمادي. حان وقت الفصل السابع. القازان معطّل. لا يوجد ماء ساخن.