رنا حايك
تجمع قناة “الجرس”، التي بدأت بثّها التجريبي منذ أشهر قليلة، بين هموم الفن من جهة والسياسة والدين من جهة أخرى. وهي، على حدّ قول مديرتها الإعلامية نضال الأحمدية، “محطة شاملة تغني عين المشاهد وأذنه وقلبه”.
وفي حين تبثّ “الجرس” بكثافة حملات ترويجية، تعلن توجهاتها مثل “الجرس ــ فضائح” و“الجرس ــ جرصة”، يلفت انتباه المشاهد حرص القناة على عدم تجاهل الوضع السياسي المحتقن في لبنان. ويبدو ذلك واضحاً من خلال سلسلة الكليبات التي تبثها القناة: صور للشخصيات السياسية والإعلامية التي اغتيلت، السنة الماضية، مع شعار “لن ننسى”، مشاهد من جنازة بيار الجميل على خلفية موسيقى “كفّنّاه” لمارسيل خليفة... إضافة إلى كليب يعكس الوحدة الوطنية، متجنباً تسجيل موقف سياسي واضح في محاولة لإرضاء جميع المشاهدين. ويتضمن الكليب، على خلفية أغنية “في ظلام الليل” لفيروز، صوراً من تظاهرات رفعت فيها أعلام كثيرة لفرقاء 14 آذار، وعلم يتيم لـ“حزب الله”، يمرّ سريعاً، وبخجل، كأن لا بدّ من ظهوره من أجل الحفاظ على التوازن. ويظهر الكليب أيضاً صور دمار من الضاحية وشرفة علّقت عليها صورة الأمين العام لحزب الله، تقترب الكاميرا منها إلى حدّ التشويش حتى تظهر على الشاشة جملة “الويل لأمة كثرت فيها طوائفها وقلّ فيها الدين”. إلا أن الأحمدية تؤكد أن “الجرس للجميع... وهي قناة موجهة لكل اللبنانيين، على عكس ما يحاولون إشاعته. والدليل أن أسرة “الجرس” تنتسب إلى جميع الطوائف والأحزاب اللبنانية”.
في شهر رمضان، قدمت “الجرس” عدداً من البرامج الدينية. وهي اليوم تبثّ أغنية مايكل جاكسون “الله” بين أغاني إليسّا وعاصي الحلاني ومقتطفات من أغاني زياد الرحباني ومسرحياته التي حصلت المحطة على حق بثّها من جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان “ساسيم”، كما تؤكد الأحمدية.
تهتمّ القناة بالأغنية الشبابية كما بالفنّ الملتزم، ويختلط البرنامج الديني بإعلانات سياسية ترويجية. أما فضائح الوسط الفني، فلها طبعاً نصيب الأسد. ولعلّ برنامج “عندما يفتح الملف” خير دليل على ذلك. يتناول البرنامج في كل حلقة ملفاً فنياً شائكاً، ويجري مقابلات مع الأطراف المعنية بالقضية. كما يحاول استفتاء آراء المشاهدين من خلال الأدلة المتوافرة عن القضية.
تشرف نضال الأحمدية شخصياً على هذه المقابلات. وهي حاضرة طوال ساعات البثّ، إن كان من خلال توجيه ملاحظاتها للمذيعين مباشرة على الهواء، أو من خلال صورتها التي تتصدر غرفة الاستديو، أو عبر تهنئة الفنانين لها في مناسبة إطلاق القناة. أخيراً، يجب الاعتراف بأن القناة التي تبدأ بثّها الفعلي “عندما تهدأ الأوضاع في بيروت”، نجحت في تقديم توليفة برامج منوّعة. وهي، على كل حال تعكس حال الشخصية اللبنانية التي تبحث عن التميّز في جميع المجالات: من أحاديث النميمة في الصبحية إلى الندوات الجادة التي تطرح أسئلة أساسية عن القضايا الراهنة والنقاشات السياسية الحادة، الحاضرة دائماً في التركيبة اللبنانية...