القاهرة ــ محمد محمود
ربما لو كان الأمر يتعلق بشخص غير الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لما أحيط بكل هذه السرية. إذ عمل فريق فني بريطاني وأميركي، زار القاهرة أخيراً، في كتمان شديد، على إجراء اختبار لعشرات الممثلين الشباب تمهيداً لاختيار الأفضل بينهم من أجل أداء شخصيات أبناء صدام حسين في عمل وثائقي درامي، تنتجه القناة الثانية في «بي بي سي» بالتعاون مع محطة «ديسكفري» الأميركية. والسرية كانت شرطاً أسياسياً، حتى بالنسبة إلى المتقدمين إلى الاختبارات، إذ شاركوا في أداء مشاهد غير أساسية من العمل الذي يجري التحضير له منذ عام تقريباً. ويوثّق الشريط لفترة زمنية تبدأ في مطلع سبعينيات القرن الماضي، وتنتهي عند سقوط صدام حسين في كانون الأول (ديسمبر) 2003، لدى اكتشافه في الملجأ السري تحت الأرض، وإلقاء القبض عليه. اما الممثلون الذين خاضوا الاختبارات، فهم جميعاً دون العشرين من العمر، إذ سيؤدون في الفيلم شخصيات أبناء صدام في مرحلة الشباب.
وقد أبدى أولياء أمور الشبان خوفاً من أن يسبب الفيلم أي مشكلة لأبنائهم، غير أن الأمور معلقة حتى تأتي نتيجة الاختبارات من أميركا حيث أُرستل الشرائط إلى فريق العمل هناك على أن يختار الأفضل بينهم قريباً. ومصر هي الدولة العربية الوحيدة التي شهدت هذه الاختبارات حتى الآن، والشرط الأساسي للمشاركة هو إتقان اللغة الإنكليزية والتميز بملامح شرقية قريبة من ملامح عائلة صدام. وكان ألكس هولمز، مؤلف الشريط ومخرجه، أكد أن أهمية عمله تكمن في تقديم حكاية صدام من وجهة نظر عراقية، مستقاة من أشخاص كانوا مقربين منه، لا من وجهة نظر غربية فحسب. وأشار إلى أن الشريط الذي يحمل عنوان «THE HOUSE OF SADDAM» (بيت صدام)، سينطلق من منزله وعائلته بأولاده، ليتحدث عن كيفية تمكنه وأقرباءه وقادته العسكريين من الاستيلاء على السلطة في العراق والاحتفاظ بها لفترة طويلة، وصولاً إلى الدور الجوهري الذي لعبه الرئيس العراقي في الشرق الأوسط، وعلاقته بالدول العربية والغربية.
وأضاف هولمز أنه أمضى نحو تسعة أشهر مع فريق عمل خاص في بحث تفاصيل المشروع، وأجرى مقابلات مع مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين عايشوا عصر صدام عن قرب. كما أكد أنه واجه تحدياً كبيراً في كيفية إجراء مقابلات مع أشخاص أساسيين في القصة مثل طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء في عهد صدام، الذي لم يتمكن من مقابلته شخصياً، لكنه أجرى معه اتصالاً غير مباشر. وأضاف هولمز أنه حاول أن يتفهم العالم الذي كان يعيش فيه صدام والمحيطون به، ما جعل المسلسل يمتدّ إلى أربع حلقات، مدة كل واحدة منها 60 دقيقة.
الجدير بالذكر أن صدام حسين ظهر سابقاً في مشهدين في فيلم مصري «معلش إحنا بنتكلم» للممثل الكوميدي أحمد آدم. والتقى آدم في الفيلم بصدام في الحفرة الشهيرة، لكن قبل سقوطه في يد الأميركيين.