strong>صباح أيوب
من هي شخصية العام 2006؟ الجواب هو: «أنتَ. نعم أنت. أنت الذي تسيطر على عصر المعلومات. أهلاً بك في عالمك». هكذا اختارت مجلّة «تايم» Time Magazine «شخصية العام» لهذه السنة، لتجعل من كلّ قارئ للمجلّة أو زائر لموقعها الإلكتروني «شخصية العام» بحدّ ذاته. في خطوة غير مسبوقة، أرادت هذه المجلّة التي ينتظر الملايين اختيارها السنوي، أن تُحيّي على طريقتها كلّ من أسهم ويسهم في الدخول الى عالم المعلومات والمشاركة في تطويره.
بالتالي، شملت «شخصيّة» هذا العام، كلّ الأشخاص الذين «يحتّكون» بهذا العالم من مختلف بقاع الأرض. أي كلّ واحد منّا. وبشكل أدقّ، كل من يعمل في سبيل إنجاح هذا العالم الذي باستطاعتك الانتماء اليه اليوم من دون هـــــــــوية او شــــــــرط او حتى كلفة.
وعدد «شخصية العام» من مجلّة «تايم» الأميركية، هو إصدار سنوي يختار (منذ عام 1927) إحدى أبرز الشخصيات (رجل، امرأة، مجموعة، آلة، فكرة أو مكان) ممن كان لهم أثر كبير، سيّئ أو جيّد، خلال السنة التي مضت. وقد أثارت بعض هذه «الاختيارات» جدلاً كبيراً على المستوى الأميركي الداخلي (مثل اختيار آية الله الخميني عام 1979)، كما تعرضت للنقد مراراً بسبب تركيزها في أغلب الأحيان على الشخصيات والرؤساء الأميركيين.
بعد المهاتما غاندي، وأدولف هيتلر، وجوزف ستالين، والملكة إليزابيث الثانية، وشارل دي غول، والملك فيصل، وسيدات أميركيات بارزات، وأنور السادات، وجهاز الكومبيوتر، ونيلسون مانديللا وياسر عرفات واسحق رابين، وبيل كلينتون وجورج دابليو بوش، ورودولف جولياني (2001)، اختارت المجلّة السنة الماضية شخصيات معروفة غير سياسية مثل بيل وميليندا غايتس والمغنّي الايرلندي بونو.
فلماذا لم ينجح أحد في اكتساب اللقب لعام 2006؟ تعزو ادارة تحرير المجلّة غياب أسماء محددة عن اختيارها الأخير إلى أنّ «شخصيات كثيرة أسهمت في حوادث مأساوية وكارثية هذا العام: فالصراع في العراق مازال قائماً ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وحرب متوحّشة دارت بين لبنان واسرائيل في تموز (يوليو) الماضي، ونحن لا نزال نتابع مآسي الحرب الأهلية في الــــــــــــسودان وتداعيات امتلاك القنابل الـــــــــــــذّرية، ومخاطر ارتفاع درجة حرارة الأرض التي لم يجد لها أحد حلّاً بعد...»، كوارث بالجملة كان لها وقعها عام 2006، فأرادت «تايم ماغازين» أن ترى هذه المرّة الوجه الآخر، غير السوداوي، من العالم.
«فاذا نظرت الى العالم من عدسة أخرى. سترى أمراً مختلفاً كل الاختلاف»: هو ذلك المجتمع الموحّد والمتعاون من أجل المعرفة والتقدّم الفكري. هو الـWorld Wide Web WWW. الذي استطاع جمع العالم بأسره في شبكة واحدة، يتبادل روّادها المعلومات من دون أيّ مقابل. كم من الأشخاص يستقون معلوماتهم يومياً من «غوغل» و«ويكي بيديا» ويستفيدون من خدماتهما، وكم من «الروّاد» يتمتّعون بما يقدّمه «يو تيوب» و«أمازون» وغيرهما... فهل سأل أحدكم من يعمل لإنجاح كلّ ذلك؟ من هم هؤلاء الأشخاص فعلياً؟ كم يبلغ عددهم؟ كم يمضون من الوقت ليوفّروا لنا أسرع الخدمات وأحدثها؟...
«هذه فرصتنا، لنبني عالماً جديداً بعلاقات دولية من نوع آخر. وهي فرصتك، لتجلس أمام الكومبيوتر وتسأل نفسك، ولو لمرّة، اذا كان هناك أحد ينظر اليك من الجهة الأخرى للشاشة؟»