خالد صاغيّة
خلال إلقاء خطابه أمام المعتصمين في وسط بيروت، دعا الشيخ نعيم قاسم إلى الفصل بين الجنسين داخل المخيّم. وقال إنّه من الآن فصاعداً سيعتصم الإناث في خيم ناحية اليمين، والذكور في خيم ناحية اليسار. وسيُفصل بين الجهتين بأسلاك شائكة مكهربة شبيهة بتلك التي تتزنّر بها السرايا الحكوميّة.
ما إن أنهى الشيخ قاسم خطابه، حتّى طلع علينا أحد قادة 14 آذار ليقول: إنّها طلائع الدولة الإسلاميّة. ووُجِّهت الانتقادات فوراً إلى الجنرال ميشال عون، لكونه ارتضى وضع يده بيد أولئك الذين يريدون إعادة المسيحيين إلى وضعيّة «أهل الذمّة».
جهبوذ آخر لم يشأ أن يضع ملاحظاته في سياق طائفيّ. فلم يتحدّث عن المسيحيّة والإسلام، بل عن الحداثة والتخلّف. فقال إنّ ثمّة من يريد أن يعيد لبنان إلى القرون الوسطى، وإنّ وسط بيروت الكوزموبوليتي يعود ليسجن نفسه داخل شرنقة الانعزال والتخلّف، وإنّ الانقلاب الذي يعدّ له الحلف السوري ــ الإيراني ليس انقلاباً على الحكومة وحسب، إنّما على قيم الحداثة نفسها التي يشكّل الاختلاط بين الجنسين أحد أهمّ أسسها.
مفاجأة رقم 1: الشيخ نعيم قاسم لم ينتقد الاختلاط داخل المخيّم. السيّد عاصم قانصوه لم يفعل ذلك أيضاً. إنّه البطريرك الماروني الذي أبدى خشيته على تفكّك العائلة بسبب مخيّم «سوليدير»!
مفاجأة رقم 2: لم نسمع أحداً من «ثورة الأرز» المجيدة يدعو البطريرك إلى مزيد من الانفتاح والتنوّر.