strong>فاطمة داوود
جولته الأوروبيّة انطلقت قبل أيام. فضل شاكر حالياً في مكان ما بين باريس واستوكهولم وبرلين. أما حفلة رأس السنة فيحييها في القاهرة، وعيد الأضحى في الكويت والدوحة والمنامة. هنا حوار عن الجولة وعلاقته بالصحافة ومسائل أخرى...

يبدي فضل شاكر حماسة عندما يتحدث في اتصال من باريس عن أصداء الحفلة الأولى التي أحياها هناك مع هيفا وهبي. وهو يتمنى ان تحقق السهرات التي سيحييها مع النجمة اللبنانية في برلين واستوكهولم النجاح نفسه. وحين تحاور فضل شاكر، لا بدّ من أن تسأله عن سرّ ابتعاده المقصود عن المقابلات الصحافية، على رغم اهتمام المجلات والصحف الفنية بمتابعة أخباره وأعماله. يجيب شاكر نافياً في شكل قاطع شعوره بالخوف تجاه أحدهم: “لا أخشى أحداً لكن هناك من سبّب لي الأذى عن قصد، ولم أفهم حتى اليوم دوافعه. كل ما حصل هو أنني طلبت تأجيل مقابلة، ففوجئت بالصحافي يفبرك أخباراً غير صحيحة، هدفها تشويه صورتي أمام الجمهور والرأي العام. وجاءت ردة فعلي سلبية، إذ قررت عدم إجراء حوارات مع أشخاص لا يهمّهم سوى إيقاعي في فخّ القيل والقال ضدّ زملائي الفنانين والأشخاص الذين أتعامل معهم. لكن قلبي لا يزال مفتوحاً لكل صحافي أمين على قلمه، وأفتخر بصداقتي لكثير منهم”.
ويعترف شاكر بأنه ليس مهووساً بمتابعة المقالات المكتوبة عنه في المجلات الفنية والصحف، إنما يكتفي فقط بآراء جمهوره ونسب المبيعات التي تحققها ألبوماته وحضور الحفلات والمهرجانات.
لكنه لم ينظّم حتى اليوم أي حفلة توقيع لألبوماته، فهل هذا يعني أنه يخاف مواجهة الصحافة؟ يؤكد بصوت هادئ: “إنها سياسة خاصة تؤكد أن الأغنية الناجحة لا تحتاج إلى تسويق”.
وعلى رغم نجاح ألبومه الأخير “الله أعلم”، لا يزال قلقاً على اختياراته الفنية. وهو يحاول البحث عن كلمات وألحان ترضي جميع الأذواق الفنية، لكن على هذه الأغنيات أن تعجبه هو في الأساس. ويرفض المقولة التي أطلقها عليه أحد الصحافيين بكونه أسّس مدرسة خاصة بالإحساس في الأداء، موضحاً بكل جرأة: “أمتلك إحساساً عالياً في الأداء، لكنني لا أتمتع بصوت جميل”.
بعيداً من الألبومات الغنائية، يرفض المطرب اللبناني الحديث عن زملائه. وهو يؤكد أن أي كلام يصدر عن الفنان هو كلام مسؤول، لذا عليه الحديث بإيجابية عن نجوم يعتبرهم الجمهور مثالاً أعلى له. من هذا المنطلق، يستبعد فضل خوض المنافسة مع الدخلاء على الساحة الغنائية، لكنه يرفض في المقابل التصنيفات: “نعيش اليوم عصر الأغنية، والمنافسة الحقيقة لم تعد بين الفنانين بل بين أغنياتهم. ومن يطلق أغنية جميلة لا بدّ من ان تصل الى قلوب وآذان الجمهور بغض النظر عن مستوى هذا الفنان أو نجوميته”.
ويعرب فضل عن سعادته بالصدى الذي حققه دويتو “آخذني معك” مع يارا. وها هو يعلن أنه مستعد لمشاركة أي فنانة شابة أغنية جديدة، شرط أن تتمتع بصوت جميل وإحساس عال، علماً بأنه سيدخل الاستديو قريباً ليسجل مع يارا أغنية ثانية عنوانها “آه بحبك”. ويكشف أنه “ساعد يارا عن قصد بهدف إثراء الساحة اللبنانية بأصوات جيّدة، لعلّ ذلك يسهم في إغراق الساحة الفنية مجدداً بأصوات تنشل الفن من المستنقع الذي يغرق فيه”. وهو يؤكد ان “تجربته في الغناء مع شيرين عبد الوهاب كانت ناجحة، لأن شيرين فنانة متمكّنة من أدائها، وقد أصبحت اليوم من أهم المطربات على الساحة الغنائية”.
يخفي فضل شاكر خلف شخصيته الهادئة ورومانسيته، عصبية تظهر جليّة في المواقف الصعبة، فيتملّكه الغضب لبضع دقائق ثم يتلاشى مع إيجاد الحلول لكل قضية تواجهه. فهل كانت عصبيته سبباً لانفصاله عن مدير أعماله رامي حمدان؟ “طبعاً لا. ما زلنا نحتفظ بصداقة قويّة، وتربطنا علاقة أخويّة منذ سنوات طويلة”.
وماذا عن المخرج سعيد الماروق الذي تعاون معه في كليبات “العام الجديد” و“مأثر فيّي” و“آخذني معك”؟ يجيب ضاحكاً: “يبدو ان هذا التعاون سيستمر بنجاح كبير. وها نحن نحضّر لتصوير أغنية “الله وأعلم”، وقد تأخر تنفيذها بسبب الظروف السياسية التي عصفت بلبنان بداية الشهر الحالي... سعيد مخرج محترف جداً، وإلا لما نال فيديو كليب “مأثّر فيّي” جائزة عالمية في ألمانيا بسبب التقنـية العالية التي استعملت في التصوير”. أخيراً، لا يحبّ فضل الحديث في السياسة، لكنه يتمنى أن يعيش اللبنانيون بهدوء بعد سنوات من القلق والترقب. وهو يحيي حفلة رأس السنة في القاهرة على أن يحتفل بعيد الأضحى في الكويت ثم الدوحة وأخيراً البحرين.