خالد صاغيّة
يتمتّع الجنرال ميشال عون بألف نقطة ضعف. لكن، لسبب ما، يصرّ خصومه السياسيّون على التركيز دائماً على نقطة قوّته، فيعيّرونه قائلين إنّه طامح إلى الرئاسة. والواقع أنّ ما يطمئن في ميشال عون هو أنّ طموحه معروف ومعلَن ومحدَّد، وما من سبب للخجل من طموح كهذا. ما يدعو إلى القلق حقاً هو التفكير في طموحات الآخرين.
هل اختلى مواطنٌ لبنانيّ بنفسه وفكّر: ما هو طموح أنطوان زهرا مثلاً؟ أو إلى أين يمكن أن يقود البلاد طموح وليد جنبلاط الباحث عن نوّاف جديد؟ وماذا لو تحقّق طموح النائب سعد الحريري في متابعة مسيرة والده؟ هل فكّر المواطن اللبنانيّ نفسه ماذا يعني ذلك؟
باختصار، وإذا وفّق اللّه زعيم الأغلبية النيابية، سيصبح لزاماً علـــــــــــــينا أن نضرب كلّ شيء باثنين. فالدين العام سيصبح ثمانين مليار دولار بدلاً من أربعين. ونهب الممتلكات سيتمدّد من وسط بيروت إلى متنها أو إلى الضاحية. وســــــــيكون لزاماً علينا أن ننتظر الجيل الثالث حتّى يصل النهب إلى المدن النائية. العلاقات اللبنانية السورية سترجع إلى عهدها المميّز السابق فيجري تقاسم مقدّرات البلاد باسم الأخوّة والمافيات المشتركة. سيكون علينا أيضاً أن نضرب باثنين التفاوت الاجتماعي بين المواطنين، وبالاثنين أيضاً نضرب أرباح المصارف والتنّين العقاريّ. هكذا وإلخ... وفي المحصلة، يمكننا القول إنّه طموح مكلف جداً، يبدو إزاءه الطموح إلى الرئاسة متواضعاً، وعاقلاً.