بيار أبي صعب
قد يكون 2006 عام الصدمات القاسية والأزمات ... لكنّه ليس على الإطلاق عام الصمت. إنّه ــ في الثقافة أيضاً ــ عام المواجهة. لقد انقسم المثقفون في لبنان، كما انقسم الرأي العام، بين خندقين: الأول “يحبّ الحياة” إذا شئنا أن نوجز، ويعتبر رجال المقاومة «مغامرين»...
والثاني يرى أن الخطر الفعلي والوحيد على المنطقة اليوم هو «المشروع الأميركي»، وكل ما عداه تفاصيل يأتي وقت نقاشها.
لقد باتت الهوة تفرّق المثقفين في لبنان، (مقارنة بإجماع مدهش على مستوى المثقفين العرب)... تلك الهوّة الشاهقة كانت قد نجحت في تمويهها المرحلة الحريرية، وسنوات وهم الإعمار، وخطاب السلام الأهلي (القسري) الذي كدنا نصدّقه. ولعل القطيعة الراهنة، ولو مؤلمة، تجعل عام 2006 عام تحديد المواقع، عام فحص الضمير (الصحّي) لأهل الثقافة والفن والفكر. إذ لم يعد يتسع الخطاب لإجماع مزيّف، ولعموميات رومنسية ووطنية، ترضي الجميع ولا تغضب أحداً. الحرب الأهليّة بدأت من الثقافة ... فعساها تنتهي عندها!