خالد صاغيّة
الغريب أنّ بين أنصار السلام في الشرق الأوسط من كان شديد الحماسة للحرب الأخيرة. اعتقد أنّ العدوان سيقضي على قوّة معادية للسلام اسمها حزب الله. تحمّس للحرب في لحظة تضيق فيها فسحات التأييد داخل المجتمع الإسرائيلي للحقوق العربية.
ومن تابع الصحافة الإسرائيلية خلال الحرب على لبنان، لا بدّ من أن يكون قد فوجئ من درجة الحماسة لحرب كهذه. حتّى إذا ما انتهت الحرب، بدت المفاجأة أكبر حين انصبّت معظم الانتقادات في خانة السؤال عن عدم الانتصار والتقصير، ولم يسائل كثيرون قرار الحرب نفسه.
لكن ينبغي الاعتراف بأنّ الحرب الأخيرة حملت إيجابيات بالنسبة إلى السلام في المنطقة، لكنّما لأسباب لا علاقة لها بالقضاء على حزب الله. فقد تبيّن:
أولاً، إنّ تعزيز الأمن على الجبهة اللبنانية تسبّب بانخفاض كبير في تهريب المخدّرات.
ثانياً، إنّ الدوريات الإسرائيلية لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة ساهمت أيضاً في خفض التهريب من مصر.
النتيجة: ارتفعت أسعار الحشيش في إسرائيل ثمانية أضعاف.
ليس الحشّاشون بالطبع فئة اجتماعية واحدة. لكنّنا نستطيع القول إنّنا، على الأقلّ، أمام فرصة التقاء مصالح مع مجموعة من الإسرائيليين الذين، وإن كانوا لا يؤيّدون قضايانا بالضرورة، إلا أنّهم يشاركوننا الشعور بالإحباط تجاه العدوان.
فليرقص أنصار السلام فوق قبور الضحايا. فقد بات حلمهم قاب قوسين أو أدنى.