خالد صاغيّة
نزل البيروتيّون إلى الشارع أمس يحيّون نائب الأمّة الأستاذ وليد عيدو. ضاقت الطرق بأبناء المدينة الذين أرادوا تهنئة ابن بيروت البار على منصبه الجديد. وعلت الصيحات: «النائب وليد عيدو... كلّ الناس بتريدو... كلمتو بتهدّ الحيط... وعقلاتو شغل إيدو».
فقد نال نائب الأمّة ترقية حزبية، وحاز تنويهاً من قائد تيار المستقبل. فانتقل من رئاسة مكتب توزيع الاتّهامات إلى دائرة توزيع الشهادات في الوطنية. ولمّا كان سعادة النائب آتياً إلى العمل الحزبي من السلك القضائي، وضع معايير موضوعية للتصنيفات «الوطنية»، حتّى يتحكّم ميزان العدل وحده بقضايا الشعبة التي يرأسها.
فقد يجد المرء ألف تسويغ لاستقبال المفتي لسمير جعجع، ودحض آراء منتقدي هذه الزيارة، وخصوصاً أنّ في رقبة سمير جعجع دم داني شمعون، تماماً كما في رقبته دم رشيد كرامي. وعلى رغم ذلك، لا أحد يعترض على استقبال البطريرك صفير له. فيبدو أنّ من المسموح به أن يقوم قائد الميليشيا بتصفية زعماء طائفته دون غيرها.
لكنّ السيّد عيدو لم يرد الغوص في متاهات كهذه. استخدم صلاحيّاته الجديدة ليعلن أنّ سمير جعجع «قائد وطنيّ». وحتّى لا يلتبس الموضوع على أحد، حدّد عيدو أسباب هذا التصنيف: السيّد جعجع «يطالب بالحقيقة وبالمحكمة الدولية». وبناءً على هذه المعايير نفسها، نالت كوندوليزا رايس درعاً في الوطنية. أمّا جورج بوش فشوهد على حصانه، حاملاً سيفه أمام مدخل وزارة الدفاع في اليرزة.