أطلقت فكرة معرض “نفَس بيروت” ونُفّذت على عجل، فور سكوت الطائرات المغيرة، تعبيراً عن حاجة ملحّة الى جردة حساب أولية، عبر احتضان شهادات جيل جديد من المبدعين والفنانين الذين يعبّرون بلغة مغايرة. تقف وراء المشروع شابتان مغامرتان في مجال “الفنّ المعاصر”. ساندرا داغر مديرة “غاليري SD”، أحد الفضاءات التي تراهن على الفنون البصرية في المدينة. والفنانة المشاغبة زينة الخليل، مؤسسة جمعية “Xanadu” بين بيروت ونيويورك. لفتت زينة الأنظار بمعرضها I Love you في الغاليري نفسها قبل أشهر، وكان معرضاً اشكالياً يتجرأ على التلاعب بالرموز السياسية والدينية وبذاكرة الحرب التي نشأت الفنانة على هامشها على الأرجح... يومها لم تكن تتصوّر الفنانة الشابة (1976) وهي تقارب الموت بلونها الزهري المفضّل وألعاب طفولتها، وتنبش صور الحرب الأهلية البعيدة التي لا تكاد تعرفها، مشتغلة على تحوير أيقوناتها وشهدائها وزعمائها... لم تكن تتصوّر أن شهر تموز (يوليو) الدموي الآتي، سيترك للواقع أن يسبق الخرافة!بعد صدمة الـSD، نظمت زينة الخليل معرضاً جماعياً “نسائيّاً” لا يقل استفزازية عن معرضها الخاص، بعنوان “شو طابخة يا مرا”، في فضاء طليعي آخر في بيروت هو “آرت لاونج”. في الافتتاح كانت الفنانات المشاركات في انتظارنا بمراويل المطبخ! وقدّم المعرض أعمالاً قوية بينها تجهيز فيديو لمنيرة الصلح، وعروضاً جريئة على المستوى الأخلاقي والسياسي.