نور خالد

ما إن يشعر مفيد فوزي بانحسار الأضواء عنه، حتى
يهرول إلى الشاشة، ويطلق “قنبلة” جديدة، تعيده الى الواجهة. هذا ما فعله مع زاهي وهبي أول من أمس حين أعلن أن العندليب... كان عاجزاً جنسياً!


بين الإعلامي المصري مفيد فوزي و“القنابل المــــــوقوتة” علاقة وطيدة. فما إن يحـــضر هو حتى يشتعل الفتيل. وحين يخاف فوزي من أن تنضب زوادته التي ظلت محشوة لسنوات بحكايات “ســـــرية” عن سعاد حسني وعبد الحليم حـــــــــــافظ، ويؤرقه أن تــــــــــنصرف عنه الأضواء، يختار “كاتم الأسرار” التوقيت المناسب والمكان المناسب ليسرّب معلومات حـــــصرية. هكذا، يفجّر “قنبلة إعــــــــلامية” جديدة، تضمن له البقاء مدةً كافية في بؤرة الضوء، قبل ان تصبح “الحدوتة” مضجرة ومكررة وينصرف الناس عنها. حينها، يختلي بنفسه وبـ“ذكرياته”، ويحضّر لسيناريو جديد.
هذه المرة، وفي حلقة “خلّيك بالبيت” التي عرضت أول من أمس، أعلن مفيد فوزي أن العندليب كان... عاجزاً جنسياً! لا يزال عبد الحليم شجرة مغرية للعلق. الرجل لا يزال يحقق مبيعات مرتفعة في سوق مراهقي العرب وكبارهم، أكثر مما يفعل عمرو دياب أو إليسا. ولا تزال صورته منتشرة على أرصفة الأسواق الشعبية ومعلّقة على جدران الغرف. ولا يجد معدّو البرامج الحوارية على الفضائيات أي جهد في استضافة حشود من الراغبين في التحدث عن العندليب وفنّه، أو ذكرياتهم معه. وهم، ولحسن الحظ، قادرون دوماً على جذب مشاهدين متحمّسين. وهذا العام، أكثر من أي عام مضى، أطلّ صاحب “حبك نار” علينا بصورة منعشة في مسلسلين وفيلم. فوجدت الحكايات ممرات جديدة تتدفق منها، ووجد “العلق” فرصة أخرى للبقاء.
ليس فوزي وحده من ظلّ معلقاً فوق شجرة العندليب، مستظلاً بأوراقها وثمارها. مجدي العمروسي، صديق المغني ومحاميه، يملك “عرزالاً” على تلك الشجرة. وبعد موت حليم، كان علينا أن ننتظر مفاجأة “عمروسية” سنوية في ذكرى رحيله: أغنية غير معروفة غنّاها حليم في حفلة خاصة، أو مقابلة صحافية تحدث فيها عن زملائه، أو معلومات عن فيلم لم يتم إنجازه ومسرحية ظلّت حلماً على ورق... لكنّ مفاجآت العمروسي ظلت طوال الوقت تدور في فلك فنّ حليم، ولا تتعرض لحياته الخاصة، وغرامياته، وحتى أدائه الجنسي.
أما فوزي، الذي استفاض في المقابلة، كما في كل إطلالته، في الهجوم على سعاد حسني و“سطحيتها” و“سذاجتها”، ظلّ، طوال الوقت، في حاجة الى فضيحة تعلن وجوده هناك، على الشجرة. إنها “عقدة” الصحافي الذي يريد ان يكون جزءاً من الأحداث، لا شاهداً عليها فحسب. قال الكثير عن شريط التسجيل السري الذي يحتفظ به لسعاد حسني وتؤكد فيه زواجها بحليم. ووعد في مقابلة أجريت معه قبل خمس سنوات ضمن برنامج “القاهرة اليوم” انه سيفرج عن الشريط “يوماً ما”. لكن مسلسل “السندريلا” الذي عرض في رمضان المنصرم قطع الطريق على فوزي، وكرّس حدوتة الزواج، مسترسلاً في شرح تفاصيلها (أكثر من ثلث أحداث المسلسل). لذلك، كان من الطبيعي أن يكره فوزي المسلسل ومعدّيه وينتقده، وفي حلقه غصة من أصحابه الذين “صادروا” من حقيبته “سراً” ظن أنه سيحيا عليه لسنين طوال.
وفي لحظة “تنافس” حرجة على ثمار الشجرة، قرر فوزي ان يكشف سراً جديداً، سيشغل لسنوات صحافة الفضائح. “هل تتخيل يا زاهي، كل تلك الرقة والعذوبة. الصوت الشجي الذي غنى عن الحب والعشق كما لم يصدح أحد غيره. هل تتصور أنه كان عاجزاً عن الارتماء في حضن فتاة؟”. قال فوزي ذاك مستجمعاً، وباستعراض مسرحي يميز طريقته في الكلام والهندام، كل طاقة التفجّع الممكنة لكي يظهر ألمه وحسرته على “صديق عمره” الذي كان “مملكة اللؤم” و“العجز الجنسي”. المفارقة ان وهبي، وبحنكة وأخلاقية تحسبان له، لم يعط المجال لفوزي بالاسترسال في حدوتة “العجز” الى الخاتمة التي قد تنتهي بشريط مسجل بحوزة فوزي يثبت ذلك العجز! لكن أخلاقية المحاور أزعجت “صراحة” الضيف، فكان أن قال فــــوزي لوهبي: “دماثـــتــــك تحاصرني”!
متى ينزل فوزي عن شجرة عبد الحليم ويتجاوز عقدة “السندريلا”؟ وهل يفعل ذلك قبل أن يفاجئنا يوماً بأن سعاد حسني كانت، على سبيل المثال، باردة جنسياً؟