في عام 1999، قتل 22 مصرياً في اشتباكات بين مسلمين وأقباط في قرية الكشح في صعيد مصر. “طنطنت” الدنيا كلها آنذاك بالخبر. وكان لا بدّ من إخماد “نيران الفتنة” بأي طريقة، حتى لو اقتضى الأمر تعميم رواية بهاء طاهر “خالتي صفية والدير” على الطلاب في المدارس، والمساجين في المعتقلات من أجل تشجيع روح “الإخاء الوطني” بين المصريين.
في نهاية العام الماضي، شهدت الاسكندرية تظاهرات لألوف المسلمين، احتجاجاً على تنظيم إحدى الكنائس عرضاً مسرحياً بعنوان “كنت مغمض وفتحت”، قيل إنه أساء الى الرسول. وكانت حصيلة التظاهرات قتلى وجرحى من الجانبين وصدامات دامية مع الشرطة المصرية.
قبل شهرين أيضاً، انشغلت مصر بقصة فتاة قبطية خطفها مسلم وأرغمها على الزواج به، وكاد الأمر يشعل النار في الشارع من جديد.
تنشغل الصحف المصرية ومواقع الانترنت منذ مدة بحكايات التوتر الطائفي ــ المؤسف والمخجل طبعاً ــ بين المصريين. وحين طرح زاهي وهبي السؤال على ضيفه مفيد فوزي في حلقة “خلّيك بالبيت” الأخيرة، ظننّا أنه يفعل بنبرة العارف الذي يريد فتح باب النقاش في تلك المعضلة الشائكة: “هل هناك توتر طائفي في مصر؟”. أجاب فوزي بأسلوب مسرحي واثق: “نعم”. لكن وهبي بدا مصدوماً، وردّ باستغراب شديد: “هل قلت نعم؟ توقعت أن تكون الإجابة لا. على كل حال، يؤسفني أن يكون هناك توتر طائفي في مصر”.
أوحى هذا المقطع أن الجمهور العربي يتابع برنامجاً حوارياً يبث على شاشة التلفزيون المكسيكي، يتعرّف من خلاله المحاوِر بالقضايا التي يعانيها هذا البلد العربي.
سؤال زاهي، كان قد طرحه مفيد فوزي على الرئيس المصري في المرات الاربع التي حاوره فيها، كما قال في إطلالته على الفيوتشر أول من أمس. لكن إجابة الرئيس كانت مختلفة عن إجابة فوزي ذاك المساء!