القاهرة ــ محمد محمود
منذ بداية مشواره، تبنّى محمود سعد سياسة الإجابات الحاسمة. نهجٌ كان يتمنى لو يعتمده الفنانون الذين يحاورهم منذ ثلاثين سنة، قضى معظمها في الصحافة المكتوبة قبل أن يتفرّغ تدريجاً للشاشة الصغيرة.
أخيراً، حسم محمود سعد موقفه: اعتذر من التلفزيون المصري عن عدم الاستمرار في تقديم أشهر برنامج تبثّه القناة منذ ثلاث سنوات. وهكذا تخلّى سعد عن “البيت بيتك” الذي جعله المذيع الأكثر إثارة للجدل في القاهرة، وخصوصاً في فقرة “أهلاً بالمعارك” التي قدمها في رمضان المنصرم، وأثارت موجة انتقادات عارمة.
يؤكد سعد لـ“الأخبار” أنّ انسحابه يعود إلى رغبته في “الراحة والتقاط الأنفاس والتفرغ لبرنامج واحد”. ونفى أن تكون إدارة المحطة هي التي أبعدته، بعدما لمست تراجعاً في أدائه، ولا سيما في الحوارات السياسية، كما جاء في بعض الصحف المحلية. يقول سعد: “الإدارة لا تزال تحاول إقناعي بالعودة إلى البرنامج.
وإنني ما زلت أثير حماسة المنتجين لتقديم البرامج والمشاركة في الإعلانات... حصدت هذا العام لقب المذيع الأفضل في العالم العربي على رغم أنني لم أقدم جديداً. أملك محبة الناس، وهذا يكفيني”.
وكـــــانت الصحافة المــــصرية قد شـــنّت هجوماً على محمود سعد، مشيرة إلى أنه أخفق مرات عدة في محاورة ضيوفه. ومن أبرز الحلقات التي تـــحــــدثت عنها الصــحـــــافة، حـــلـــقة الممثلة شيرين رضا، وحلقة عبد الله كمال، رئيس تحرير جريدة “روز اليوسف” الذي اتهم محاوره بعدم امتلاك المهارة لمحاورة السياسيين.
وهــــــذه هي المرة الــــثـــانية التي يــــترك فيها سعد مؤسسة إعلامية خلال عام واحد. إذ اعتذر قبل أشهر قليلة عن عدم الاستمرار في رئاسة تحرير “الكواكب”، أقدم المجلات الفنية في مصر، وهو قرار قلّما يتخذه رؤساء التحرير العاملون في الصحف الرسمية.
وكان سعد قد بدأ حياته المهنية في منتصف سبعينيات القرن الماضي. تولى رئاسة القسم الفني في مجلة “صباح الخير”، الصادرة عن “روز اليوسف”، قبل أن يشرف على مكتب مجلة “سيدتي” ثم “لها” في القاهرة. منحته هالة سرحان، مديرة البرامج في قناة “دريم” آنذاك، فرصة ذهبية لتقديم برنامج “على الورق”. لكن المقدم المصري نقل برنامجه بعد فترة وجيزة إلى شاشة “إم بي سي” حيث قدم “حلو وكداب” و“مباشر” وأخيراً “اليوم السابع”.
استطاع سعد أن يحقق نسبة مشاهدة عالية، ما دفع التلفزيون المصري إلى الاستعانة به في برنامج “البيت بيتك”. وهو يعود مساء غد إلى شاشة “إم بي سي”، ليطلّ مرة ثانية في “اليوم السابع”، لكن بحلّة جديدة وأسلوب مختلف.