ليال حداد
تغيّرت أخيراً بعض “شروط” السهر في لبنان، وصار يجب على الشباب إذا رغبوا في تمضية سهرة في حانة أو مطعم في المتن الشمالي أن يسجلوا “حجزاً” قبل أسبوع على الأقلّ من موعد السهرة. والسبب لا يكمن في ازدهار قطاع السياحة، و لا انخفاض الأسعار في أماكن السهر. إنما السبب هو برامج السهرة التي تجذب الساهرين من مختلف المناطق، فلم تعد المطاعم تعتمد على مغن لإحياء السهرة ولا على مهندس صوت، إنما على الساهرين أنفسهم الذين يحيون السهرة بأصواتهم الشخصية.
سهرة “الكارا أوكي” باتت أحد مقومات نجاح المقهى وصارت إدارات المطاعم تخصص على الأقل سهرتين في الأسبوع لهذا النوع من الترفيه.
طريقة الغناء سهلة جداً إذ يختار كل ساهر الأغنية التي يريدها وعندما يحين دوره تبدأ كلمات الأغنية بالظهور على الشاشة وترافقها موسيقى الأغنية وعندما يظهر الرقم واحد يبدأ الساهر بالغناء. ولا يشترط في من يريد الغناء أن يملك الصوت الجميل ولا أن يحفظ كلمات الأغنية، فعليه فقط أن يتمتع بروح مرحة.
واللافت أن عدداً من المطاعم والحانات التي لم تُدخل الى برنامجها هذا النوع من السهرات أقفلت أبوابها أو اقتصر روادها على جيل تخطى مرحلة الشباب.
إضافة الى “الكارا أوكي”، تتضمن سهرات المطاعم حفلات غنائية يحييها ما يعرف بالـ“وان مان شو” الذي يضفي نوعاً من الجو الحماسي والصاخب على ليل الساهرين، ويندر أن يبدأ الغناء قبل منتصف الليل.
هل تنتقل عدوى الـ“كارا أوكي” إلى كل المناطق اللبنانية؟ سؤال تصعب الإجابة عنه، فاعتماد هذا النوع من الترفيه يزيد أرباح أصحاب الملاهي الذين لا يحتاجون في هذه الحال إلى مغنين وفرق موسيقية.