strong>فاطمة داوود
«نِعَم الفن لا تدوم، والشحرورة صباح مثال على ذلك». لهذا، بدأ ملحم زين يبحث عن ضمانات أخرى. «المستقبل» لم يعد يعرض أغانيه، ونجم «سوبر ستار» ملّ عباءة هذا البرنامج. فهل يكون خلاصه على يد إبراهيم تاتلس؟

قبل ثلاثة أشهر، أصدر ملحم زين ألبومه الثاني “بدي حبك”. وعلى رغم أن الألبوم لم يحقق سوى انتشار محدود جعله مادّة دسمة للصحافة، يبدو ملحم راضياً عن العمل، يقول: “لاقى الألبوم النجاح على رغم الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها المنطقة منذ مدة... لا يهمني كلام المغرضين، حسبي أنها (الأغنية) لاقت صدى إيجابياً عند الجمهور، واحتلّت المراتب الأولى في مكتبات موسيقية عدة، من دبي إلى سوريا والقاهرة”.
لكن بعضهم انتقد “بدي حبك” ورآها أغنية عادية لا تناسب طبقته الصوتية؟ يجيب منفعلاً: “هي ليست “طقطوقة”، على رغم أن نغمتها سلسة وكلماتها بسيطة... لم أعد أعرف إن كان الصوت الجميل نعمة لصاحبه أم نقمة عليه. اختياراتي الغنائية باتت عبئاً عليّ. فبدلاً من أن أبحث عن العمل الجيد، أجدني أستعرض قدراتي الصوتية في كل مناسبة، نزولاً عند رغبة الجمهور... وعلى رغم ذلك، أستطيع القول إنني حققت في خلال سنتين ما عجز غيري عن تحقيقه في سنوات”.
من هنا، يرفض ملحم اتهامه بالعيش على أمجاد “سوبر ستار”، “كأنها لعنة تطاردني منذ ثلاث سنوات. أعيش قلَقاً مستمراً لاختيار الكلمات والألحان التي تحررني من قيود “البرنامج”. في “سوبر ستار”، يحب المشاهدون سماع أغنيات عبد الحليم وعبد الوهاب، لكن جمهور سوق الكاسيت يبحث عن أنماط موسيقية مختلفة. وأنا قدمت “إنت مشيتي” و“لا تشكي فيّي” لأثبت أنني قادر على تأدية جميع الألوان الغنائية”.
وسط كل ذلك القلق، يبدو ملحم متفائلاً بمشروع قريب يعوّل عليه كثيراً، إذ سيقدّم دويتو مع المغني التركي ابراهيم تاتلس. لكنه تردد كثيراً قبل أن يعلن عن هذا الدويتو: “أخاف الحديث عن المستقبل، خصوصاً أن أعداء النجاح يقفون لي بالمرصاد”.
ومَن هم أعداء النجاح؟ يعلو صوته: “هل تريدين افتعال المشاكل؟ تعبت من ذكر الأسماء وخوض المعارك. كل انسان ناجح يتعرّض للأذى. قد ينزعج الآخرون من أنني أقف اليوم إلى جانب وائل كفوري وعاصي الحلاني”. ويستدرك سريعاً: “لا أحبّ مقارنتي مع أحد. لكن إن كان لا بد من المقارنة، فلتكن مع أبناء جيلي، مع نانسي عجرم مثلاً”.
لكن نانسي تحقق انتشاراً أكبر، وتغزو أغنياتها ومقابلاتها الشاشة الصغيرة؟ “سياستي الفنية تختلف عن سياسة نانسي. هي تسأل دوماً عن المواضيع نفسها ولا تجد مانعاً في ذلك، أما أنا فقد مللت التكرار، خصوصاً الحديث عن “تلفزيون المستقبل” و“سوبر ستار”.
وما هو الجديد في قصته مع “المستقبل”؟، يجيب مرغماً: “ليس هناك أي خلاف مع التلفزيون. لكن إدارة المحطة لم تعد تعرض أغنياتي المصورة، على رغم أن العقد الفني الموّقع بيننا يشترط عليهم ذلك. حاولت الاتصال بهم مراراً لمعرفة السبب، ولم ألق حتى اليوم الإجابة المناسبة”. ولهذا السبب بدأ بمغازلة “أل بي سي”؟ يبتسم ويقول: “على الفنان أن يطلّ على جميع المؤسسات الإعلامية بحثاً عن الانتشار”.
ملحم زين، ابن بلدة شمسطار التي تعرّضت للقصف الإسرائيلي، لم يعد يؤمن بالأغنية السياسية، ويرفض الحديث عن عمل جديد يحثّ الناس على ذرف الدموع والتباكي. ويقول: “استغلّ بعض الفنانين الحرب وصور الدمار والقتل ليطلق أغاني سجلّت على عجل، حتى تشرّع لهم المحطات الفضائية أبوابها، ويعودوا إلى دائرة الضوء... أتعلمين، لم أعد أصدق الفنانين وأغانيهم باستثناء عاصي الحاني ومارسيل خليفة وجوليا التي قدمت اخيراً أغنية “أحبائي”، وعبّرت من خلالها عن رأي سياسي جريء، بغضّ النظر عن أي اعتبارات تسويقية». ويضيف: “طلب مني المشاركة في أوبريت «طير الرماد». وبعدما وافقت، بدّلوا رأيهم واستبدلوني بشخص آخر».
يبدأ ملحم زين قريباً التحضير لألبومه الجديد، كما يستعد لتصوير أغنية ثانية من الألبوم، قد تكون “كيف بطوّل بالي” التي لحّنها رامي عياش. ويختم حديثه بالقول: “أخاف من المستقبل، عليّ البحث عن ضمانات اخرى بعيدة من الغناء، خصوصاً أن نعَم الفن لا تدوم، والشحرورة صباح مثال على ذلك”.