فاطمة...

يطلق الملحن اللبناني وجدي شيا في قصر “الأونيسكو” هذا المساء المجموعة الكاملة لإنتاجاته الموسيقية الخاصة. وتضم المجموعة خمس أسطوانات، بينها أغنيات وطنية ورومانسية، ومسرحيتان غنائيتان، “أنا شرقية” التي عرضت في الأردن وشاركت في بطولتها المغنية لورا رحال، و“أورنينا” التي حازت الجائزة الأولى في مهرجان بابل. هذا فضلاً عن أغنيات أخرى لم تبث سابقاً في الإذاعات والمحطات التلفزيونية.
ويعتبر شيّا أن توقيت إطلاق العمل جاء مناسباً، “علّه يعرّف شباب اليوم على الأغنية اللبنانية الرائجة، البعيدة من الاقتباس التركي و اليوناني وغيرهما”. من هنا، لا يخفي شيا انزعاجه من إطلاق كلمة “زميل” على كل من حاول “الاستيلاء على ثماني جمل لحنية تركية، فنال لقب “ملحن” وأفقد هذه الكلمة معناها”. ويؤكد أنه حرص خلال مسيرته التي بدأت قبل “زمن الفضائيات” على ألا يقدم إلا ألحاناً عربية، “والمجموعة التي أطلقها اليوم، وكتب كلمات أغانيها عبد الغني طليس، وأنور سلمان وشوقي بزيع وجورج جرداق وغيرهم، دليل على أنها صنعت في لبنان”. كما يتهم ملحني اليوم بطمس الهوية الفنية اللبنانية، مبدياً استياءه من احتلالهم شاشات التلفزيون، وادعائهم فلسفة فنية لا يعرفون عنها شيئاً، “حتى وصل بهم الأمر إلى تمجيد أعمالهم واتهام عبد الوهاب بالسرقة!”. بين هؤلاء، “طارق أبو جودة الذي انبهر بالأضواء عوض التركيز على صياغة ألحان جديدة، وجان صليبا الذي يجهد في البحث عن أشكال جديدة، ويختار لها بعض الإكسسوارات التي تبهر المستهلك”.
لكنه، في المقابل، يبدو متفائلاً بوجود “مبدعين صامتين”، بينهم إيلي شويري، زياد الرحباني، وشربل روحانا، والموزع الموسيقي هادي شرارة. أما الأسماء الأخرى فقد حققت شهرتها في برامج الفضائح التلفزيونية.
يذكر أن شيا هو عضو الجامعة العربية لمهرجان الأغنية. أما أبرز أعماله فهو قصيدة أبي القاسم الشابي “اذا الشعب يوماً أراد الحياة” التي أنشدتها لطيفة التونسية، وأغان وطنية أخرى قدمتها باسكال صقر ورومانسية لسعاد محمد ونهاد فتوح ووائل كفوري. كما قدم استعراض “ليالي الشوق” الذي تضمن مقاطع شعرية لسعيد عقل وجورج جرداق، وقدم أخيراً أغنية “تعى نقوى” لدارين حدشيتي، واختارتها حركة السلام الدائم التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، أغنية يوم السلام العالمي لعام 2006. لكن مجموعته الجديدة لن تضم سوى الأعمال التي أنتجها من جيبه الخاص.
شيا ينشغل اليوم بالإعداد لحلقات وثائقية تتناول حياة منصور الرحباني وسعاد محمد ونجاح سلام، كما يشرف على برنامج جديد لاكتشاف الهواة في التمثيل وكتابة القصة القصيرة. وينتظر أن يهدأ المناخ السياسي والأمني في لبنان حتى يقدم مسرحية “صيدون”، بطولة وديع الصافي، وتم تأجيل عرضها منذ سنتين.