القاهرة ــ محمد محمود
هل تجوز المقارنة بين وردة الجزائرية ومي حريري؟ هذا ما حدث قبل أيام في سوق الكاسيت المصري. فخلال فترة العيد، انتظر أصحاب المكتبات الموسيقية في القاهرة معجزة تنعش حركة البيع بعد أشهر من الركود، سبّبتها الأوضاع السياسية في المنطقة، والحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وانشغال الناس بالشاشة الصغيرة في رمضان. لكن أسبوع العيد مرّ بسلام، وسوق الكاسيت لم يستقبل سوى بعض الأسماء، في مقدمها وردة وفضل شاكر ومي حريري.
وفي وقت نجح فضل شاكر مع “الله واعلم” في جذب بعض المستمعين، أخفقت وردة ومي حريري في تسجيل نسبة مبيعات مرتفعة. فحريري لا تزال بعيدة من المستمع المصري، حتى إنّ سكان شارع السيدة الزينب وأهل الصعيد لم يسمعوا بعد أغنيتها المصرية الجديدة “فلاحةأما وردة فلم يشفع لها تاريخها الفني في فشل ألبوم “آن الأوان” الذي وصفه موزعو الألبومات بـ“الأسوأ في تاريخ المطربة الجزائرية”. أضف إلى ذلك، نسبة المشاهدة الضئيلة لمسلسلها “آن الأوان” الذي عرض على شاشة “المستقبل”، وعدم خبرة الملحن صلاح الشرنوبي في الإنتاج والتوزيع، وسوء الحملة الدعائية التي رافقت إطلاق الألبوم. وسط كل هذه الإخفاقات، عمل واحد نجح في قلب المعادلة، هو ألبوم “منوعات”، غير مصرح به رقابياً ويحمل عنوان “ملوك العنب”. قد لا يعرف الجمهور المصري سوى أغنية واحدة في الشريط هي “العنب... العنب” لسعد الصغير التي بثّتها الفضائيات بكثافة قبيل عرض فيلم المغني “علي الطرب بالتلاتة”. لكن الخلاف الذي وقع بين أحمد السبكي، منتج الفيلم، وطارق عبد الله، منتج ألبومات الصغير، منع صدورها في ألبوم رسمي. وهو ما دفع الصغير إلى التواطؤ مع منتج آخر لإطلاق الأغنية في شريط، تضمّن عشر أغنيات لمجموعة من الأصوات الشعبية غنّت “السمك” و“سلامتك يا دراعي” وغيرها من الأغاني التي يطلق عليها النقاد صفة “الأعمال الهابطة”.
لكن “العنب العنب” لم تكن الوحيدة التي حرّكت سوق الكاسيت، فإطلالة وردة ذكّرت الناس بألبوماتها السابقة. وحاول بعضهم تعويض الخسارة بشراء ألبومات صدرت في الصيف، مثل “خلص الكلام” لمحمد حماقي الذي حقق أعلى نسبة مبيعات هذا العام، و“باستنّاك” لإليسا و“يا ما قالوا” لنوال الزغبي و“روح السمارة” لحميد الشاعري.
ويشكو موزعو الكاسيت في مصر من تراجع إيرادات سوق الكاسيت عاماً بعد عام، بسبب المحطات الفضائية الغنائية ومواقع الانترنت التي تسمح لزائريها بالاستماع إلى أغنياتها وتحميلها. ويعتبر أرباب هذه الصناعة أن الألبوم الذي يحقق نجاحاً كبيراً، هو الذي تتخطى مبيعاته 250 ألف نسخة، فيما يعد النجاح مقبولاً حين تنحصر الإيرادات بين 30 و100 ألف نسخة.
ويعوّل سوق الكاسيت المصري كثيراً على مبيعات ألبومات عمرو دياب وإليسا وحسين الجسمي، إذ لا تقلّ مبيعاتهم السنوية عن 200 ألف نسخة والطلب عليهم في ازدياد مستمر. ويأتي بعد “الثلاثي الضارب” كل من محمد منير ومحمد فؤاد ونوال الزغبي وإيهاب توفيق. أما نانسي عجرم فتراجعت بشدة مع ألبوم “يا طبطب ودلع”، بعدما وقعت في فخ التكرار.