نقولا أبو رجيلي
يندر أن يقتنع كبار السن في الأرياف اللبنانية بما تقوله نشرات الطقس في وسائل الإعلام. فلهولاء “حسابات” تعلّموها من آبائهم، وورثوا معها أقوالاً يرددونها تدليلاً على صحة توقعاتهم.
“البواحير” موسم يتم من خلاله تقدير حالة الطقس لكل شهور السنة، يبدأ في 14 أيلول وينتهي في 26 منه. بعضهم يستعمل طريقة مؤداها وضع ورقة توت في الخارج ليلاً ورشّ الملح عليها، وتفقدها صباحاً، وفي حال تبلّلها بالندى، فإن الأمر ينذر بأن الشهر الذي يدرسه سيكون ماطراًَ.
ويردد المسنّون حالياً “بين تشرين وتشرين صيف تاني”، عبارة يردّدها أهالي القرى البقاعية في هذه الأيام بعد هطول الأمطار الغزيرة التي منعتهم من جني محاصيلهم الزراعية.
“المستقرضات” مصطلح اتفق عليه العجائز الذين يخافون الموت في شهر شباط، ويعني استقراض أيام شهر من شهر آخر، ومن الأمثال الشائعة عن هذه الفترة “يا آذار يا ابن عمي أربعتن منك وتلاتن مني”.
“الخمسانية” تبدأ في أول شباط وتستمر خمسين يوماً، وتقسّم الى أربع مراحل كل منها 12 يوماً ونصف يوم، عرّفت باسم سعد والتسمية هنا جاءت من السعادة ببدء انحسار البرد. وحين يُقال مثلاً سعد دبح يعني ذلك أن البرد لا يزال قارساً.
“الجمرات” تعني تحسّن حالة الطقس. الأولى تسقط في 7 شباط وتكون باردة. والثانية تسقط في 14 منه وتكون فاترة، والأخيرة تسقط في 21 منه وتكون حامية علامة على عدم تراكم الثلوج عند تساقطها على الأرض.
تتردد على مدار فصل الشتاء كلمة “العيانة” أي تساقط الأمطار من دون انقطاع لأيام.
“المربعانية” تأتي في 20 حزيران وتستمر حوالى 15 يوماً يكون خلالها الطقس حاراً جداً.
الأقوال مأثورة ترافق معظم شهور السنة وأشهرها: كانون الثاني “فحل الشتي”، وشباط “ما في على كلامو رباط”.