عامر ملاعب
اعتاد فادي وسامي اللذان يعيشان قرب بلدة عاليه الذهاب سوياً الى الصيد في منطقة سهل البقاع، وخاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع.
وتستلزم رحلتهما هذه تحضيراً مكثفاً لما تحمله من مخاطر كبيرة، فيعمد الصيادان دائماً الى إخفاء الأسلحة في السيارات عبر خطط متعددة ومتنوعة كوضعها تحت فرش السيارة أو صنع جيوب خاصة في الهيكل، وغير ذلك من حيل يعتمدانها في رحلاتهما.
بدأت الرحلة الأخيرة في شكل عفوي حين كانا ساهرين في منطقة عاليه وتحمّسا لفكرة الذهاب على الفور إلى البقاع. وصل الصديقان الى منطقة «الاصطياد» التي يقصدانها عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل وانتظرا طلوع الفجر، وبعد نحو 30 دقيقة غالبهما شعور بالنعاس.
اتفقا على النوم مداورةً أي أن ينام أحدهما لبعض الوقت فيما يبقى الآخر مستيقظاً، ليكونا بكل نشاطهما مع طلوع الفجر ويقوما بـ«الانقضاض» على الطيور، إلا أن النوم قد غلبهما ولم يستيقظا حتى العاشرة والنصف صباحاً وقد أحرقتهما أشعة الشمس اللاذعة وأدركا أن رحلتهما غير موفقة.
لملم الصديقان أغراضهما وركبا السيارة وعادا أدراجهما خائبين الى عاليه، ليصبحا مادة التندّر بين أقرانهما، وقد صارا يُعرفان بالصيادين الماهرين اللذين قطعا طريقاً طويلة من عاليه الى البقاع ليناما.