ليست المناسبة عاديّة: مهرجان «أيام قرطاج السينمائيّة» عمره اليوم أربعون سنة. المغامرة التي أطلقتها حفنة من هواة السينما التونسيين عام ١٩٦٦ صارت موعداً لا يمكن تجاهله على مستوى السينما العربية والأفريقية... سلّط المهرجان الضوء على مخرجين قبل أن يسلكوا درب التكريس: من السينغالي صمبين عثمان إلى المالي سليمان سيسي، ومن ميشال خليفي إلى مرزاق علواش، من محمد ملص إلى يوسف شاهين، مروراً بمخرجين تونسيين صنعوا ألق السينما العربية في العقدين الأخيرين: نوري بوزيد، ومفيدة التلاتلي وفريد بوغدير، مدير الدورة الحالية للمهرجان. ولعل إحدى ميزات هذه الحالة الثقافية الخاصة في العالم العربي ازدهار ما يعرف بـ»سينما المؤلف» على مستوى الانتاج والتوزيع، ما أعطى السينما العربية بعض أجمل أفلامها منذ ثمانينيات القرن الماضي. نذكر مثلاً «ريح السدّ» (بوزيد) و»حلفاوين» (بوغدير).
لم تُعلن حتى الآن، الأفلام التونسية التي ستشارك في المسابقة الرسمية. لكن المؤكّد أن المهرجان سيفتتح في ١١ من الشهر الحالي بـ «السكان الأصليون» للجزائري رشيد بوشارب الذي أثار جدلاً في «مهرجان كان» الأخير. ويهدي المهرجان دورته (التي تقام كل عامين) إلى نجيب محفوظ، مسلّطاً الضوء على حضوره في السينما. ويكرّم يسري نصر الله أحد أبرز مخرجي السينما العربية البديلة. وتعرض الدورة العشرون التي تحتضنها تونس حتى ١٨ الجاري، عدداً من الأفلام العربية داخل المسابقة الرسمية أو خارجها. نشير مثلاً إلى فيلم فيليب عرقتنجي «البوسطة» وفيلم جوسلين صعب «دنيا» من لبنان، فيما يُقدم فيلم غسان سلهب «أطلال» خارج المسابقة! ومن المغرب يشارك داوود أولاد أحمد بـ «باب البحر» فيما يقدم المصري محمد مصطفى «أوقات فراغ». ويكتشف جمهور قرطاج «بلاد رقم واحد» (رابح عمرو زيمش ـ الجزائر)، و «أحلام» (محمد الدرادجي ـ العراق)، و «علاقات عامة» (سمير ذكرى ـ سوريا)، إضافة إلى آخر أفلام الفلسطيني رشيد مشهراوي «انتظار». ويرأس لجنة تحكيم الدورة الروائي اللبناني إلياس خوري.