strong>القاهرة ـــ محمد محمود... وجاء دور بليغ حمدي. بعد “السندريلا” و“حليم” سيطل “ابن النيل” قريباً على الشاشة الصغيرة. فهل سيخضع “مداح القمر” لعملية “تشويه” كما حدث مع “زوزو” والعندليب؟ أم إنّ الخلافات التي بدأت تتسلّل الى كواليس الاستديو، ستقضي على المشروع قبل ولادته؟

رغم كل الانتقادات التي وُجّهت إلى “دراما المشاهير”، لا يزال فريق عمل مسلسل “مدّاح القمر” مصراً على تقديم سيرة بليغ حمدي. وفي وقت يراهن فيه المخرج على تقديم عمله إلى الشاشة في رمضان المقبل، بدأت الخلافات تتسلّل الى استوديو التصوير حتى وصلت أخيراً إلى الممثل ممدوح عبد العليم الذي أعلن انسحابه من المشروع.
بدأ الحديث عن المسلسل يوم أعرب الممثل ممدوح عبد العليم عن نيته تقديم سيرة الملحن الشهير بليغ حمدي على الشاشة الصغيرة. وسرعان ما أوكل مهمة الإخراج إلى مجدي أحمد وكتابة السيناريو الى محمد الرفاعي. وقررت شركة “عرب سكرين” إنتاج المسلسل على أن يأخذ فريق العمل الوقت الكافي لتنفيذه، وخصوصاً أن الورثة أعلنوا موافقتهم على المشروع.
وما إن أشعل المخرج الضوء الأخضر وبدأ فريق العمل بتصوير المشاهد الأولى حتى بدأت المشاكل بين المخرج وبطل القصة. وأعلن المخرج أن ممدوح عبد العليم الذي خسر 13 كيلوغراماً من وزنه وخضع لتمارين مكثفة على آلة العود، لن يقدم شخصية حمدي. وفي وقت لاذ فيه الممثل المصري بالصمت، أكد المخرج أن “عصبيته الشديدة في الأداء” حالت دون تقديمه شخصية بليغ التي اتسمت بالرقة. الشركة المنتجة اعترضت على خروج عبد العليم، وأعلنت انسحابها أيضاً من العمل. فسارع المخرج إلى مدينة الإنتاج الإعلامي التي أبدت موافقتها على خوض المغامرة شرط أن يحدد سابقاً أسماء المرشحين لهذا الدور.
وعلمت “الأخبار” أن أبرز المرشحين لدور بليغ هو هاني سلامة، فيما قررت إسناد دور زوجته وردة الجزائرية إلى الفنانة السورية سلاف فواخرجي. لكن الشركة المنتجة اشترطت على سلامة التفرغ للمسلسل، الأمر الذي قد يتعارض مع خططه السينمائية.
وسط كل هذه المشاكل، قرر الكاتب محمد الرفاعي أن يبدأ من اليوم، إثارة الجدل، علّه يجذب أكبر قدر من القنوات لعرض المسلسل في رمضان المقبل. وفي حديث إلى “الأخبار”، أكد أن “مدّاح القمر” لن “يقدّس” شخصية بليغ حمدي كما فعل “السندريلا” مع سعاد حسني و “العندليب” مع حليم. وأشار إلى أن هذا ما تم الاتفاق عليه مع أسرة الملحن الممثلة بشقيقه مرسي سعد الدين.
وأكد الرفاعي أن المسلسل لن يتناول حياة الملحن الخاصة فحسب، بل دوره في تطوير الموسيقى العربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين. كما سيتطرق إلى علاقته بمحمد عبد الوهاب، وتعاونه مع عبد الحليم وأم كلثوم، وشادية وميادة الحناوي وصباح، ووردة. هذا فضلاً عن عشقه للون الشعبي الذي دفعه إلى التلحين للفنان محمد رشدي. وأكد الرفاعي أنه استعان بفريق عمل لتجميع كل ما يتعلّق بسيرته الذاتية، حتى لا يقع في الأخطاء التاريخية.
لكن هل سيتطرق العمل إلى قضية اتهام بليغ حمدي بجريمة قتل فنانة مغربية مغمورة سقطت من شرفة منزله، وهروبه خارج مصر لسنوات؟ يؤكد الرفاعي أن العمل سيتناول الحادثة مستنداً إلى الوثائق والشهادات. فـ“الملحّن كان بريئاً من تهمة القتل، وهذا ما يبرر إسقاط التهم الموجهة إليه بعد خمس سنوات من الهروب. منزل بليغ كان دائماً مفتوحاً لكل من يعرفه. وهو كان شخصاً فوضوياً، قد يخلد إلى النوم أو يخرج من المنزل تاركاً ضيوفه في الداخل... سنثبت أنه كان غائباً عن الشقة أثناء وقوع الجريمة. أما بالنسبة إلى هروبه من مصر، فهذا الموقف كان متوقعاً من شخص مثل بليغ لم يكن ليتحمّل السجن يوماً واحداً، علماً أن السنوات التي قضاها في باريس كانت من أسوأ أيام حياته، وكان متشوقاً للعودة إلى مصر بأي ثمن”.
وكان المؤلف قد حرص على مقابلة عدد من الفنانين والكتّاب الذين عايشوا بليغ، بينهم عبد الرحمن الأبنودي وصلاح عرّام وميشال المصري ووجدي الحكيم ومحمد حمزة وميادة الحناوي وسميرة سعيد، فضلاً عن الفنانة وردة التي ارتبطت به لسنوات، والتي رحبت بتقديم المسلسل. لكنّ نجلها ومدير أعمالها رياض، اشترط قراءة السيناريو ودراسة شخصية والدته في المسلسل قبل الموافقة على التصوير. ويعزو فريق العمل موقفه إلى أسباب مادية بحتة.
على أي حال، سيخوض المؤلف والمخرج وهاني سلامة وسلاف فواخرجي (إذا وافقا على تأدية دوريهما)، امتحاناً صعباً لدى تقديم سيرة بليغ. أما الوجبة الدسمة حتماً فستكون من نصيب المشاهد.