القاهرة ــ محمد محمود
كما في السياسة كذلك في الفن... ورث بعضهم النجومية على طبق من فضة، واكتسح المشهد التلفزيوني والسينمائي. ولكن هل «ابن الوز دائماً عوّام»؟

قبل أيام، أعلنت شركة “العدل غروب” عن بدء تصوير فيلم “شارع 18”. لا شك في أن الخبر عادي، لكن اللافت أن أبطال الفيلم هم أحمد فلوكس ودنيا غانم وعمر يوسف.
الأول هو نجل الممثل فاروق فلوكس، والثانية هي كريمة سمير غانم ودلال عبد العزيز. أما الأخير فيقف للمرة الأولى أمام الكاميرا، آملاً استقطاب القليل من الأضواء، خصوصاً أنه نجل حسن يوسف وشمس الباردوي. ومثّل دخول عمر يوسف إلى الوسط الفني مفاجأة لدى الصحافيين. فوالدته تحجبت واعتزلت التمثيل قبل سنوات، ووالده لا يزال متمسكاً بالمسلسلات الدينية بعد فشله في الأعمال الاجتماعية التي قدمها في السنوات الأخيرة...
يؤمن الوسط الفني المصري كثيراً بمقولة “ابن الوز عوّام”. هذا ما يحدث اليوم، لكن المفارقة تكمن في أن قلة منهم تحقق الاستمرارية، فيما يختفي الآخرون بسرعة قياسية، بعد عملين أو ثلاثة على الأكثروفيما أعلن عدد من النجوم عن نيتهم في دفع أبنائهم إلى استديوهات التصوير، أطلق طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية صرخات الاحتجاج، معتبرين أن ظاهرة “أبناء النجوم” التي اكتسحت الشاشة أخيراً أساءت كثيراً إلى المشهد الدرامي المصري. وشكا هؤلاء من المنتجين الذين يلهثون وراء الأسماء عوض البحث عن المواهب، خصوصاً أن طالب الفنون يبقى أسير الخشبة لأربع سنوات، ثم يجلس في المنزل لأن شخصاً آخر احتل مكانه على الشاشة.
الظاهرة ليست جديدة. لكن عدد “الورثة” الوافدين أخيراً إلى التلفزيون والسينما، أثار حفيظة النقاد الذين وجّهوا نداء إلى النقابة، يطالبون فيها باشتراط دراسة التمثيل على كل من يرغب في خوض التجربة، وأن يخضع لاختبارات عملية في الأداء قبل أن يستأثر بأدوار البطولة. ووجّه هؤلاء أصابع الاتهام إلى المنتجين والمخرجين الذين حوّلوا أصحاب المواهب من الشباب إلى استثناءات نادرة.
وفيلم “شارع 18” ليس المثال الوحيد على انتشار هذه الظاهرة. ففي موسم الصيف، أعلن المنتجون عن اكتشاف وجهين جديدين هما هيثم أحمد زكي الذي شارك في بطولة “حليم”، ومحمد عادل إمام الذي قدم شخصية طه الشاذلي في فيلم “عمارة يعقوبيان”.
وفيما أشاد بعضهم بأداء هيثم زكي، لم يقرر الشاب الذي جسّد دور العندليب شاباً، إذا كان سيكمل مسيرة والده. أما محمد، النجل الأصغر لإمام، فيستعدّ لدخول الاستديو قريباً.
إلا أن “الزعيم” لم يقدم الفرصة الذهبية لمحمد فحسب، بل أدخل قبل سنوات نجله الأكبر رامي إلى عالم الإخراج، وقدمه في فيلم “التجربة الدنماركية” حتى قبل أن يجتاز اختبار “مساعد المخرج”.
وفي وقت حقق فيه كريم محمد عبد العزيز، ومنة شلبي، ابنة الفنانة زيزي مصطفى، وأحمد ابن مخرج العرائس الأشهر صلاح السقّا، النجاح، كان رمضان الأخير مناسبة لعودة الظاهرة إلى دائرة النقاش.
ففي مسلسل “حضرة المتهم أبي”، أجمع النقاد على إخفاق أحمد جلال عبد القوي، نجل كاتب المسلسل، في تحقيق أي تقدم ملموس، معتبرين أنه لم يستفد من فرصة الظهور مع نور الشريف (أدى دوره ابنه الأكبر) مثل بقية الممثلين الشباب الذين ذاقوا طعم الشهرة بعد مشاركة الشريف مسلسلاته الرمضانية. كذلك كانت حال أحمد مصطفى الدمرداش ومحمد أحمد ماهر الذي شارك أيضاً في دور أحمد رمزي في مسلسل “السندريلا”.
يحيى الفخراني، استطاع أخيراً أن ينقذ أحمد صلاح السعدني في “سكة الهلالي” بعد إطلالات سابقة لم يكتب لها النجاح، واجه خلالها وابلاً من الانتقادات. أما أحمد فاروق فلوكس فشارك في “العندليب” و“أولاد الشوارع” و“المنادي” و“أحمد اتجوز منى”، من دون أن يجذب الأضواء إليه. اما إلهام شاهين فلم تيأس بعد دعم شقيقها أمير شاهين الذي شاركها في “أحلام لا تنام”.
كما استطاعت كل من حنان كرم مطاوع ورانيا فريد شوقي وريهام أشرف عبد الغفور ورانيا وعمرو محمود ياسين ورامز وياسر نجلا المخرج توفيق جلال، حجز صفوف خلفية في التلفزيون والسينما.
يُذكر أخيراً أن أحمد فاروق الفيشاوي هو النجم الأشهر بين أبناء الفنانين. لكن الشهرة لم تعتمد فقط على قدراته التمثيلية، بل على قصته الشهيرة مع هند الحنّاوي.
يبدو أن بحيرة الفن المصري ستصبح قريباً أقلّ عمقاً حتى يتمكّن أبناء الفنانين من العوم على سطحها!