عاد “اتحاد الكتاب العرب” إلى مقرّه الأصلي في القاهرة بعد غياب استمرّ 27 سنة. لم تكن لهذا الغياب علاقة بالأدب، بل كان سياسياً بامتياز. فبعد توقــــــــــيــــــــع الرئـــــــــيس المصري الراحل أنور السادات على اتفاق كامب دايفيد في عام 1979، نقل العديد من الاتحادات العربية مقارها من القاهرة، وكان أولها مقر الجامعة العربية نفسها. كانت السياسة محل سجال كبير في تلك الحقبة. وبدا الكتّاب العرب آنذاك جسماً واحداً ضمن كتلة سياسية وقفت ضد السلم المنفرد مع إسرائيل، وضد التطبيع الذي لا يزال موقفاً ثقافياًً مستمراً بصرف النظر عن التطورات السياسة اللاحقة. كان لا بد من أن ينقل مقر الاتحاد لكي يسهل على الكتاب عقد مؤتمراتهم واجتماعاتهم وإصدار مطبوعاتهم، فانـــــــتقل مقر “اتحاد الكتاب العرب” إلى تونس أولاً ثم دمشق في العام 1997.
إذاً، ستكون العودة الرسمية إلى القاهرة في 21 من الشهر الحالي، بعدما أعلن رئيس اتحاد الكتاب المصريين محمد سلماوي أن الاتحاد سيعقد مؤتمره في القاهرة. وقال سلماوي إن “الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيفتتح أعمال المؤتمر في مقر الجامعة العربية الذي أعلن عن تأسيسه في القاهرة بعد إطلاق اتحاد الكتاب المصريين عام 1975”.
وأكد سلماوي أن “عودة الاتحاد إلى القاهرة لا تعني تولي مصر رئاسة الاتحاد لأننا لن نسعى إلى المنافسة في الانتخابات التي ستجري، لكننا نوافق على تولي رئاسة الاتحاد إذا كان هناك إجماع عربي على ذلك”.
سيحتفي المؤتمر بعميد الرواية العربية نجيب محفوظ، ويطلق اسمه على الجائزة التي يمنحها لأفضل رواية، إلى جانب تخصيص الغالبية العظمى من الحوارات لمحاور تتعلق بإبداعات الراحل. وستتركز المناقشات على الجوانب التاريخية في روايات محفوظ ومواقفه السياسية واتجاهاته الواقعية والتجريبية إلى جانب تأثيره في مسار السينما العربية.
الا أن المؤتمر سيواجه مشكلة تمثيل الفلسطينيين مجدداً، بعد الانقسام الذي شهده لدى انعقاده في دمشق في عام 1997. إذ انقسم أعضاء الأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين بين مؤيد ومعارض لاتفاقية أوسلو. ومن المرجح اليوم أن يبت المؤتمر عضوية اتحاد الكتاب الفلسطينيين التي ما زالت معلقة. وسيمثّلهم في المؤتمر وفد من مختلف الاتحادات الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والخارج.
أما الجديد فهو تمثيل العراق. إذ من المفترض أن تعترض وفود عربية عدة على المشاركة العراقية، وخصوصاً أنّ اتحاد الأدباء العراقيين عينته الحكومة العراقية بعد الاحتلال الأميركي. كما سيحل على المؤتمر ضيوف أجانب يمثلون رؤساء اتحادات الكتاب في روسيا والهند وتركيا وكوسوفو وايطاليا وقبرص إلى جانب كتاب عالميين.
(الأخبار)