خالد صاغيّة
فتشت أوّل من أمس دورية إسبانية منازل في بلدة حولا. عبّر الأهالي عن استغرابهم للأمر. ردّ الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» بأنّ الجنود الإسبان مستاؤون من الأخبار التي قالت إنّهم فتّشوا منازل في حولا، وأنّ قوات «اليونيفيل» لم تفتّش أي منزل في حولا أو أي منطقة أخرى.
يبدو أنّ المسألة ليست، في الواقع، أكثر من سوء تفاهم. ويعود ذلك، على الأرجح، إلى اختلاف في الثقافات، وإلى كون الجنود الإسبان ينتسبون إلى حضارة مختلفة عن تلك التي ورثها أهالي حولا عن أجدادهم الجنوبيّين. ولم ينجح الفتح الأندلسي في تقريب وجهات النظر. ففي إسبانيا، ببساطة، لا يسمّى التفتيش تفتيشاً.
تنبّهت قيادة «اليونيفيل» إلى الأمر. وقرّرت، إثر الحادثة، توظيف عدد إضافيّ من المترجمين، وإقامة دورات تدريبيّة لجنودها على العادات والتقاليد الجنوبيّة. وفي المقابل، سيوصي مجلس الأمن بإخضاع أهالي القرى جنوبي الليطاني لدورات من أجل التعرّف إلى ثقافة الآخر، تماماً كما خضعت بعض العشائر العراقية للتدريب على الديموقراطية. وأعدّت شعبة العلاقات العامّة في «اليونيفيل» مسابقة ستعمّم على كلّ المدارس الجنوبية، عنوانها: «الآخر هو الآخر... حلّل وناقش». الفائزون بالمسابقة سيحصلون على بطاقة سفر إلى أي بلد يختارونه من البلدان المشاركة في «اليونيفيل»، باستثناء البلدان الإسلامية. ذلك أنّ ما من فروقات ثقافية تُذكر بين أهالي حولا وأهالي إندونيسيا، ما دام الإسلام هو الإسلام، والغرب هو الغرب، والصابون هو الصابون.
الجنود الإسبان قرّروا التعبير عن استيائهم بالتظاهر. لكنّهم عادوا وأحجموا، بعدما تذكّروا أنّ اللبنانيين قد اخترعوا، إلى جانب الأبجدية، حكمة مفادها أنّ كلّ شارع يقابله شارع.