القاهرة – محمد محمودبعد عام على الحديث عن نية يوسف شاهين تقديم فيلم جديد، اعلن المخرج المصري أخيراً عن بدء تصوير “هي فوضى” يوم السبت المقبل في القاهرة، وفق ما أكد المخرج المنفذ للفيلم كمال منصور.
وكما جرت العادة، يحيط شاهين تفاصيل العمل بسرية تامة، لكنه أشار أخيراً إلى أن “هي فوضى” سيرصد التغيرات الجذرية التي ظهرت اخيراً في المجتمع المصري، من خلال قصة شرطي متسلّط في منطقة شبرا، ومعاناة الناس معه.
فيلم شاهين هذه المرة لن يأتِي امتداداً لسيرته الذاتية على الشاشة كما معظم أفلامه، من “اسكندرية ليه” حتى عمله الأخير “اسكندرية نيويورك”. لكنّ “هي فوضى” سيكون إسقاطاً للواقع المصري الذي لا يخفى على أحد أن شاهين ليس راضياً عنه. سيتناول الفيلم موضوعات “شديدة المحلية” على حد وصف شاهين، ويضع في السيناريو الذي كتبه مع ناصر عبد الرحمن خلاصة أفكاره السياسية التي زادت سخونة في الفترة الأخيرة. وهو كرّس وقته في الأشهر القليلة للمشاركة في عدد من التظاهرات الثقافية والشعبية المعارضة للحكم والمعادية لإسرائيل. كما “احتفل” بعيد ميلاده الثمانين في التظاهرات التي اجتاحت مصر لدعم عدد من القضاة قبضت الحكومة المصرية عليهم. كما انتقد موقف الرئيس حسني مبارك من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، واصفاً السيد حسن نصر الله بـ “شرف للإسلام”.
كما شنّ في إطلالاته الإعلامية الأخيرة هجوماً على السلطة المصرية التي جعلت الشعب يعيش مأساة حقيقية: انحدار في المستوى الثقافي، هبوط في المستوى المعيشي، تلويث النيل، وفساد في أروقة المؤسسات الحكومية. كما أشار إلى أن الفيلم سيحمل رسالة تحذيرية للناس عن “السلطة” عندما تقع في يدي “شخص جاهل”.
لكن مضمون الفيلم لن يكون العنصر الجديد في مشروعه المقبل. فهو سيتخلّى للمرة الأولى عن عدد كبير من الوجوه التي اعتاد إسناد أدوار البطولة إليها في أفلامه السابقة. وعدا هالة صدقي التي شاركت في “اسكندرية – نيويورك”، اختار شاهين خالد صالح الذي اكتشفته السينما المصرية منذ خمس سنوات فقط حتى التقطته عين شاهيــــن أخيراً، ليبدأ معه البروفات في منزله منذ عام تقريباً.
وهناك أيضاً منّة شلبي التي بكت عندما وقع عليها اختيار شاهين، بعدما أكدت موهبتها من خلال أفلام قدمتها العام الماضي، من بينها فيلمان مع خالد يوسف، مساعد شاهين. كما يشارك في العمل يوسف الشريف الذي ظهر في دور علي بدرخان في مسلسل “السندريلا”، بالإضافة إلى الممثلة الكوميدية هالة فاخر.
وعلى رغم ما يقال عن حالة شاهين الصحية، وتأكيد بعضهم أنه لن يكون قادراً على إخراج الفيلم بمفرده، وأن كبار مساعديه سيكون لهم الدور الاكبر في تنفيذ العمل، يصرّ شاهين على مفاجاة جمهوره كل فترة بمشروع جديد، رافضاً الحديث عن “الفيلم الأخير” أو “شريط الاعتزال”.