ليال حداد
تعرض شابان في العقد الثاني من العمر لحالتي الهستيريا والضغط النفسي ونُقلا إلى أحد مستشفيات بيروت فاقدي الوعي، وأخضعا لفحوص طبية لم تُظهر إصابتهما بأي مرض عضوي. استفاق الشابان، وبعد دردشات مطولة مع كل منهما تبيّن أن المسؤول عن انهيار الشابين هو موقع إلكتروني يحدد لكل شخص يوم وفاته. عنوان الموقع www.deathclock.com ويدعي مؤسسه أن الهدف منه هو دفع الزوار إلى تقدير قيمة حياتهم والأيام التي يعيشونها. ويعترف بأن ساعة الموت التي يظهرها ليست حقيقية، إلا أن آلاف الأشخاص يدخلون الموقع يومياً بحثاً عن تاريخ موتهم .
يطلب من الزائر أن يسجل تاريخ ميلاده وجنسه، ثم يصنف نفسه ضمن واحدة من الفئات الأربع الآتية: متشائم أو متفائل أو عادي أو حزين. ويسجل أيضاً وزنه وطوله، وعليه الإشارة إذا كان مدخناً أم لا. و عندما يضغط على الزر الموجود في أسفل الصفحة يظهر أمامه عدد الثواني التي سيعيشها إلى جانب التاريخ “المفترض” لوفاته من دون أن ننسى رسم المقبرة الذي يجاور تاريخ الموت.
أما على يسار الشاشة فيقسم الموقع إلى عدة فقرات، منها الرسائل التي يتلقاها صاحب الموقع والتي يحتوي أغلبها على طلبات لإقفال الموقع ورسائل عن مدى سخافة الفكرة، كما يخصص صفحة لتاريخ وفاة المشاهير إضافة إلى صفحة أخرى فيها إجابات عن كل الأسئلة التي بإمكان المتصفح أن يسألها. ومن الأسئلة التي تطرح، كيفية القيام بالحسابات لمعرفة تاريخ الوفاة. وفي الموقع صفحة تجارية وصفحة أخيرة للصلاة الفردية الخاصة بكل شخص. كما يحتوي الموقع على سؤال يتغير كل 3 أشهر، وغالباً ما يتعلق بالوضع الصحي أو بالخوف من الموت عند الأشخاص.
واللافت في الأمر أن عدداً كبيراً من الزوار لا يدركون أن الموقع “منجم” افتراضي لا تصح توقعاته.