إذا كان لا بدّ لكلّ مهرجان سينمائي من نجمة تتألّق في سمائه، وتستقطب الكاميرات والأضواء، فإن الممثلة الإيطالية أورنيلا موتي هي، هذا العام في تونس، الحدث (الإعلامي) الأكبر. الجمهور يحبّ النجوم، وتونس تحب النجمات الإيطاليات على وجه الخصوص. هناك بين البلدين قرابة روحيّة، لها جذورها التاريخيّة، والجغرافيّة أيضاً، والثقافية غالباً. إذ يكفي أن نحصي عدد الكلمات ذات الأصل الإيطالي في العاميّة التونسيّة. ننسى ذلك عادةً حين نطيل الوقوف عند “فرنكوفونيّة” بلد بورقيبة.
لكنّ ضيفة الشرف في المهرجان التونسي العريق، ستبقى صامتة للأسف طوال أيام قرطاج. إنّها هنا بصفتها “أيقونة”. لن يعرف هواة السينما الشباب المزيد عن تلك الممثلة التي اعتبرت وريثة آنا مانياني، والتي أدخلها ماركو فيريري تاريخ السينما من بابه العريض، من خلال ثلاثيته “المرأة الأخيرة” (١٩٧٦)، “المستقبل إمرأة” (١٩٨٤)، “حكايات الجنون الاعتيادي” (١٩٨١).
أورنيلا صـامتـة؟ كانت فرانشـيسكا رومانا رفيلي (١٩٥٣) في الرابعة عشرة، تحـلم بأن تـكون راقـصة، حين رافقت أختها الى “كاستينغ” سينمائي. وكان أن لاحظ المخرج داميانو دامياني تلك الصبية التي تنتظر بصمت، فأعطاها أوّل أدوارها واسمها الفنّي: أورنيلا الصامتة (Muti).