القاهرة - محمد محمود
«فيلمي الجديد خرج سليماً من غرفة الرقابة ومن دون ملاحظات»، هكذا أجابت المخرجة إيناس الدغيدي عن سؤالنا عن «ما تيجي نرقص» الذي يبدأ عرضه بعد غد، وعن مقص الرقابة الذي اعتاد أن يجتزئ مشاهد كثيرة من أفلامها السابقة.
الدغيدي كانت هادئة هذه المرة. نفت ما أشاعته إحدى الصحف عن احتواء العمل على مشاهد ساخنة. وقالت: «هذا غير صحيح، وإلا لما كانت الرقابة سمحت بعرض الفيلم من دون حتى أن تدلي بأي تعليق».
إيناس الدغيدي قررت إذاً التخلي عن معركة «التحرر». وها هي اليوم تدخل، من دون قصد طبعاً، حلبة المنافسة على «السينما النظيفة». فمخرجو هذه الموجة من الأفلام، يفخرون بأنهم يقدمون أعمالاً لا تفتح شهية مقص الرقابة، ولا يكتب في أسفل شاشتها «للكبار فقط».
«ما تيجي نرقص» مقتبس عن الفيلم الأميركي «shall we dance»، وهو مقتبس أيضاً عن فيلم ياباني يحمل الاسم نفسه. ويحكي قصة زوجين يعيشان حياة مملة، إلى أن تقرر الزوجة كسر هذا الروتين من خلال التحاقها بصفوف للرقص. وتدخل السيدة هذا العالم متخفية، فتتخلى في البداية عن «وقارها الاجتماعي»، ويعارض زوجها ممارستها للهواية الجديدة، قبل أن يلتحق هو أيضاً بدروس الرقص.
وكان الفيلم الذي سيعرض في 40 دور عرض مصرية، قد تعرّض، كما جرت العادة مع أفلام الدغيدي، إلى حملة انتقادات واسعة أثناء فترة التصوير. إذ وجد بعض النقاد أنها زادت «العيار» ورفعت السقف، من خلال الغوص في تصوير علاقة غرامية ساخنة تجمع الممثلة إيمي والشاب تامر هجرس.
في هذا الفيلم أيضاً، تنتصر المرأة على الرجل، وتقوم هي بالمبادرات وتتسلم زمام الأمور. فبعد أن قرر الزوج في الفيلم الأميركي أن يبحث عن التجديد في مدرسة الرقص، ها هي المرأة في فيلم الدغيدي تبعد شبح الملل عن علاقتها الزوجية وتلتحق بصفوف الرقص. وهنا أيضاً ستكون يسرا بطلة الفيلم الجديد، كذلك تامر هجرس الذي يؤدي دور مدرب الرقص.
والدغيدي التي تجازف بعرض الفيلم في فترة بين موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى، رأت أن الأمر لا يستحق “كل هذا الخوف”: «فالفيلم سيجذب جمهوره في أي وقت، وانتظار موعد عرض مناسب قد يعوق انتشاره وسط حروب شركات التوزيع».
وفي حين توزع «روتانا» الفيلم خارج مصر، أعطت الدغيدي حق التوزيع الداخلي لشركة «الاخوة المتحدين»، ما يعني أنها تخلت للمرة الأولى عن شركة إسعاد يونس بعد الخلافات الحادة التي نشأت قبل مدة بينهما.
يذكر أخيراً أن إيناس الدغيدي تعرّضت لهجوم حاد بسبب “جرعة الجرأة الزائدة” في أفلامها، واتهمها بعض النقاد باستغلال قضايا المرأة لتصوير مشاهد جنسية تجذب إليها الجمهور، حتى ان بعض الجماعات المحافظة أهدرت دمها. وبعد «مذكرات مراهقة» و«الباحثات عن الحرية» و«امرأة واحدة لا تكفي»، هل سيكون «ما تيجي نرقص» صالحاً لكل أفراد العائلة؟ تجيب الدغيدي ضاحكة: «انتظروا يوم الأربعاء، ثم قرروا».