strong>صباح أيوب
«هل من يكتب عن الحرب هو ضد الحرب، ضد الحرب أيّاً كانت وأيّاً كنا!؟» سؤال وجّهته نشرة «بلاد» الى قرّائها وكتّابها في عددها التجريبي الثالث (أيلول 2006) الذي أخّرت الحرب صدوره، وشكّل المحور الرئيسي لمقالاته وأبوابه وصوره.
تتوجه النشرة الى شباب «يسألون عن العدالة والسلام وعن مقاومة لاعنفية» وليس الى «شباب يواصلون قبل الحرب وبعدها التصفيق لطوائف وأمراء بكل الألوان». تلخّص هذه السطور أهداف «نشرة بلاد» التي تصدر عن «الهيئة اللبنانية للحقوق المدنية» ومشروع «بلاد: بيوت اللاعنف، اللاطائفية، الديموقراطية» الذي أسسته مجموعة من الشباب اللبناني أواخر عام 2003. وبدأ المشروع يتبلور في عام 2004 مع إنشاء عدد من «البيوت» في بعض القرى والبلدات اللبنانية «تهدف الى نشر ثقافة اللاعنف واللاطائفية بكل أشكالها».
اعتمد معدّو النشرة على طريقة إخراج غير تقليدية، تلفت انتباه القارئ. إذ ارتكزت إلى الألوان والصور والغرافيكس والرسوم والكاريكاتور والتوزيع غير المتوازي للمواد.
وتعتمد تحقيقات ومقالات النشرة في الأساس على الرأي... إنها وجهات نظر شباب «اللاعنف»، وتجاربهم الشخصية تجاه كل ما يدور حولهم. «أبطال» الحوارات والمقابلات هم المحاورِون أنفسهم وأصدقاؤهم من ميسا وليلى و بترا إلى هادي وفؤاد... أضف إلى ذلك شخصيات عامة ـ تؤثر في الشباب ـ من جورج شلهوب وجورجيت جبارة وأنطوان كرباج إلى نانسي عجرم وطوني كيوان وكريستينا صوايا... كل هؤلاء يتفاعلون مع القضايا الشائكة وتجاذباتها في الساحة المحلية، التي خصصت النشرة لكل منها عدداً (تناول العدد التجريبي الأول مسألة الطائفية، فيما تمحور الثاني حول الكوتا النسائية).
«مراسلو» النشرة هم في الأغلب أعضاء منتسبون الى «بلاد»، هذا بالإضافة إلى قرّاء من مختلف المناطق اللبنانية (طرابلس، جونية، بعلبك، النبطية...)، ينقلون ثقافة بيئتهم وخصوصيتها وتفاعلها مع القضايا المطروحة.
جولة سريعة على أبواب المجلة في أعدادها الثلاثة، كافية لتؤكد أنها تفتقر إلى الجدية في طرح الكثير من المواضيع عبر اكتفائها بسرد الشهادات والتجارب الخاصة.
لكن المشرفة على المشروع أوغاريت يونان تؤكد أن «التبسيط» مقصود، «النشرة ليست وسيلة إعلامية إنما طريقة للتواصل والتفاعل المباشر مع الناس فقط». لذا، ترى أن التحدي يكمن في «اختراق النشرة لمناطق، ترفض أساساً الحديث عن المواضيع التي نطرحها ونحاول معالجتها».
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن انتشار الأعداد التجريبية محدود، وهو يقتصر على الأعضاء وبعض الجهات المعنية. ومن المتوقع أن تنطلق «بلاد» رسمياً في بداية آذار (مارس) المقبل.