خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢، سافر جون لوكاريه إلى جنوب لبنان حيث زار مخيمات اللاجئين، وانتقل بعدها إلى فلسطين. هكذا، دخلت القضية الفلسطينية الى مشهده الروائي. جاءت رواية “الطبّالة الصغيرة” (1983) التي اقتبست لاحقاً إلى الشاشة، لتغيّر صورة الفلسطيني في الأدب العالمي، وتدشّن سلسلة من الروايات التي تدور في المناخ نفسه. تبدأ أحداث الرواية عندما يجنّد “الموساد” ممثلة بريطانية تُدعى تشارلي لتتعقب شقيقين فلسطينيين من حركة فتح. تتعرف تشارلي بأحد الشقيقين ويُدعى خليل وتتوغل أكثر في حياته. تزور أسرته التي تقيم في مخيم عين الحلوة. وهنا تكتشف الظروف الصعبة التي يعيشها شعب سُلخ عن أرضه، وتتوغل عن كثب في قضيته. يصف لوكاريه رحلته إلى المخيم من خلال مشاهدات تشارلي التي تتغيّر نظرتها تماماً إلى الفلسطينيين وقضيّتهم.
قال لوكاريه مرةً إنّ زيارته مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين صدمته لأنها وضعته في مواجهة “مقاربته التبسيطية” للأمور. وأضاف: “أهملنا القضية الفلسطينية تماماً. أعلنت غولدا مئير ان الفلسطينيين غير موجودين. وسُوِّق شعار “أرض بلا شعب لشعب بلا وطن، وهو ليس حقيقياً ولا عادلاً. أردت التعبير عن ذلك من خلال الأدب، وعبر منح وجه إنساني للفلسطينيين”.