تعدّ منطقة المغرب العربي إحدى أبرز القلاع التي “استعصى” على “الجزيرة” الاستقرار فيها، فكسبت القناة القطرية عداوة كل أنظمة دول المغرب العربي، على رغم تهافت الجمهور على برامجها.
وإلى جانب القناة الانكليزية التي تطلقها نهاية الشهر الجاري، بدأت “الجزيرة” في بث إعلانات عن “الجزيرة من المغرب العربي.. قريباً”، معلنة قرب ولادة طفل دخل غرفة الإنعاش مراراً، وشهد عمليات قيصرية متتالية لمحاولة بث القناة القطرية من الجزائر، وليبيا. لكن في كل مرة كان الجنين يولد ميتاً. لذا، اختارت القناة أن تكون الولادة هذه المرة في المملكة المغربية. وكانت “الجزيرة” قد مُنعت مراراً من البث في المغرب والجزائر وتونس. ففي الجزائر، منعت عام 1999 حينما أقدمت على قطع بثّ مباشر مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بحجة ضرورة الانتقال إلى العراق حيث اشتعلت نيران الحرب. ولم يغفر بوتفليقة ما عدّه “إهانة”، وقرر منع القناة من البثّ.
وبفضل وساطة الأمير القطري لدى نظيره الجزائري، عادت القناة لتبث عام 2004 بمناسبة الانتخابات الرئاسية، ولم تنجُ من “العتاب”، على رغم أنها أوفدت الجزائرية خديجة بن قنة لاستلطاف المسؤولين الجزائريين. لكن “خطأ جسيماً” وقعت فيه القناة تسبب في منعها نهائياً في الجزائر، حينما بثت برنامجاً عن الأزمة الجزائرية، واختارت لإشارة النهاية صورة للعلم الجزائري ممزقاً للدلالة على أن البلد ممزق. وهو ما استفز السلطات الجزائرية فرفضت عودتها نهائياً.
البلاط المغربي لم يكن استثناء في علاقة “الحب والطلاق” مع “الجزيرة”، لكنه اغتنم الفرصة ليرخّص فتح مكتب لها في الرباط بعدما رفضته الجزائر، وهو ما يعني أن “الجزيرة” ستكون أداة صراع بين الدولتين في قضية الصحراء الغربية. وجاء دور تونس لتمنع “الجزيرة” من البث من أراضيها بسبب الضجة التي أثارتها في تناولها قضية «منع الحجاب». أما العقيد القذافي، فترك المهمة لنجله لكسب ودّ القناة التي حل ضيفاً عليها مطلع سنة 2005. لكن التضييق على الصحافة في طرابلس لن يجعل منها موضعاً ملائماً لاستضافة قناة “مشاكسة” لا تمل من النبش في الجروح، حتى لو كان ليبياً!