صدرت أخيراً الطبعة الرابعة من كتاب عبد الله الغذامي “السيّدة أمريكا ــ مقاربات لقراءة وجه أمريكا الثقافي” عن مركز الإنماء الحضاري. وجاء الكتاب بعد رحلةٍ لأستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود إلى الولايات المتحدة أوائل التسعينيات. يتساءل الغذامي في كتابه: “هل صارت أميركا هي الكتاب العالمي المفتوح، مثلما هي الحلم الكوني؟...”.
يتناول الباحث السعودي حامل الدكتوراه من جامعة اكستر البريطانية، محاولات الباحثين المستمرة في قراءة سياسات أميركا والتنبؤ بمستقبلها، ويعرض قراءة ماو تسي تونغ ونبوءته بتحطيم العملاق من الداخل. ويسلّط الغذامي نظرة فاحصة الى أميركا التي أقنعت الشرق العربي بأنها العملاق الذي لا يقاوم، فاصطبغ العصر العربي بها، وتحولت أسطورة تتحكم بلغتنا وخطابنا.
ويرى في أميركا “السيدة” التي لا تنفعل أو تغضب منك عند نقدك لها... لكن السؤال الذي يطرحه هو: هل تتأثر أميركا بما يوجّه إليها من نقد؟ هل يمكن أن تتغيّر بفعل ذلك النقد؟ وفي كل الأحوال، يؤكد الغذامي: “لن يكون أي كاتب من الكتَّاب عصرياً إلا إذا كتب عن أميركا، ومن لم يكتب عنها فهو خارج زمنه وخارج عصره...”.