ليس من السهل إجراء حوار مع وردة عبد الملك صاحبة «الأوبة»، آخر الروايات السعودية «الفضائحيّة»، وقد صدرت أخيراً عن «دار الساقي» في بيروت... ذلـــــك أن “الكاتبة” تختبئ خلف اسم مستعار يحميها من مجتمعها الصارم. لكن “الأخبار” اختارت طريقاً أخرى، هي الحوار الافتراضي. وجّهنا مجموعة أسئلة عفوية ومباشرة إلى الكاتبة، على بريدها الإلكتروني. ولم تتأخر الإجابة.
أكدت صاحبة “الأوبة” أنّها ليست رجلاً كما قد يدّعي بعضهم. إلا أنّها رفضت الكشف عن هويتها الحقيقية، بسبب الظروف الحساسة التي تعيشها في مجتمع منغلق على نفسه كالسعودية. ورفضت الكشف عن تفاصيل تتعلّق بهويتها، مكتفية بالقول :“إني امرأة سعودية في أوائل الثلاثينيات من عمري. أمضيت حياتي كلها في السعودية. اخترت النشر باسم مستعار مراعاة لأمور عدة، أولها الوضع الاجتماعي في السعودية. لا أحد في اعتقادي يستطيع أن يحتمل وزر رواية كهذه في المكان والزمان اللذين أعيش فيهما”.
  • منتدى دار الندوة
    وكشفت وردة عبد الملك أنّها كتبت مسودة “الأوبة” قبل سنتين، ونشرتها على شكل حلقات “في منتدى سعودي ليبرالي على الانترنت، أُغلق لاحقاً تحت ضغط التيار الديني، اسمه “منتدى دار الندوة”. وخلال ذلك، فازت الرواية بجائزة المنتدى الأولى، وبلغت قيمة الجائزة التي تم التنازل عنها لمصلحة جمعية “إنسان” 25 ألف ريال. كما بلغ عدد “زوار” الرواية في المنتدى، خلال أسابيع قليلة، أكثر من 30 ألف زائر... وهو رقم قياسي بالنسبة الى ذلك المنــــــــــــتدى”.
    وقالت وردة إنّها غير مهتمّة بكم ستبيع “الأوبة” في معرض بـــــــــيروت العربي الدولي للكتاب الذي سيقام الشهر المقبل. وأضافت: “لم أفكر في الأمر. لا أدري ولـست مهجوسة بتقصي الأمر”.
  • صرعة تقسيم الأدب
    وردّاً على ســــــــــــؤال عن عـــــــلاقتها بالكتابة، وما يمكن أن تضيفه روايتها الى كتابات غادة السمان وليلى بعلــــــــــبكي ونوال الســـــــــــعداوي وأخريات، قالت : “أنا قارئة نهـــــــــــمة للرواية، عربية كانت أم أجـــــــــــــنبية. ومع احترامي الكامل لنـوال الســـــــعداوي، لكني اعتبرها باحثة فــــــــــــي الانثربولوجيا لا روائية، مهما قيل عنها أو قالت هي عن نفسها. ولا أستطيع أن أقيس “الأوبة” بـــــــــأعمالها. وقد أكــــــون مشدودة إلى أحلام مستغانمي مثلاً، أو علوية صــــــــــبح، أكثر مما أنا معجبة بغادة السمان التي تجاوزتها في مرحلة ما”.
    ولا ترى عبد الملك أنّه يوجد جنس للرواية، مضيفةً: “ أقرأ للرجال والنساء من دون تمييز. هناك من الروائيين من كــــــــــتب عن المرأة، وأبحر في عوالمها كأنه امرأة. وهناك نساء كتبن عن الرجل أفضـــــــــــل مما كتب هو عن نفسه. لا أعوّل كثيراً على صرعة تقسيم الأدب بين نسائي ورجالي. أقرأ ما هو متميز لروائيين مشارقة ومغاربة”.
    وعما إذا كانـــــــــــت نسبة الجنس أقوى أم نســــــــــبة الأدب في روايتها، تجيب : “لا أدري، لا أســـــــــــــتطيع وزن الأمور هكذا. وفي الوقت ذاته لن أتفذلك ولن أتّخذ مـــــــــــوقفاً مدافعاً. لكنني متأكدة أن “الأوبة” بكل عثراتها هي عمل يشتمل على كامل الشروط الفنية للرواية”.