علي سلمان
انعكس الواقع السياسي المتأزم في لبنان هموماً ومشكلات على مجتمع الصغار، فلهؤلاء أيضاً هموم تشغلهم. ففي بلدة شمسطار البقاعية اجتمع خمسة فتية على طاولة “واحدة” في أحد متنزهات البلدة وراحوا يتبادلون أحاديث الساعة بشقيها السياسي والاقتصادي.
استند المتحاورون إلى مفاهيمهم الخاصة مشرحين الواقع الحياتي العام في لبنان. كان يغلب على نقاشاتهم الطابع الحواري الهادئ حيناً ثم ترتفع أجواء “التشنج” في كثير من الأحيان.
توزع الفتيان بشكل دائري دون تخطيط، وبدوا كأنهم مصنفون سياسياً أو يمثلون اتجاهات متباينة، إلا أنهم اتفقوا على نقاط كثيرة، وجمعتهم قواسم مشتركة عديدة.
في السياسة لم يختلفوا كثيراً، لأن تشخيصهم للمشكلة واحد، وهو أن “السياسة في لبنان كذب ونفاق ومصالح شخصية” كما قال أحدهم، وقد رأى أن “الولاء السياسي يجب أن يكون للخط الصادق الأمين” بغض النظر عن ماهية هذا “الخط”.
أما في الاقتصاد فالكل أجمعوا على ان الأزمة الاقتصادية مصدرها السياسيون فهم “سبب بلاء الفقراء”.
وأُدرج عنوان الهم المدرسي في العناوين الرئيسية على طاولة الحوار هذه. وتوافق المتحاورون على وصف الحال التي يعيشها الشعب بالـ“مصيبة”، وقالوا إن مستقبل الطلاب مجهول وتكاليف المدارس باهظة و“المساعدات التي دفعت هذا العام لم تف بما هو مطلوب”. وختم الشبان “الجلسة” بالقول: “لقاؤنا لنا ولقاؤهم لغيرهم”.