في عام 2000، خطت هبة القواس خطواتها الأولى نحو العالمية، عندما نالت الجائزة الاولى في “مهرجان كراكوف للموسيقى” احد ابرز المهرجانات الكلاسيكية في العالم. وربما كانت جملة الشاعر طلال حيدر أقدر على تلخيص مسيرة هذه المؤلفة وقائدة الاوركسترا والاستاذة في المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان. قال عنها مرة: “ليس هناك مع هبة ــ في موسيقاها وصوتها ــ لا شرق ولا غرب. قد تأتي الموسيقى عندها من الشرق وقد تأتي من الغرب... لكنها تذهب إلى جميع الجهات لتحيط بالإنسان أينما وجد على هذا الكوكب الضيق”.
وها هي مغنية الأوبرا اللبنانية تمضي على دروب التكريس، إذ تقف على الخشبة في دبي إلى جانب التينور الاسباني خوسيه كاريراس، ليقدما حفلة مشتركة في 30 من الشهر الجاري في مناسبة احتفال “مركز دبي العالمي للمال” بعيده الثاني.
للمرة الأولى، تجتمع الأوبرا العالمية مع الأوبرا العربية من خلال لقاء كاريراس وموسيقى القواس، ترافقهما “أوركسترا لندن السمفونية”. وفي هذه الحفلة، تتوج القواس عملها على مشروع الأوبرا العربية. فهي دأبت منذ بداية تسعينيات القرن المنصرم على دمج الغناء الأوبرالي والتقنيات الغربية مع الموسيقى التقليدية العربية، حاملة الحرف العربي على مساحات صوتية واسعة. وقد صرّحت الفنّانة مراراً بأنّها غير نادمة على اختيار نهج الغناء الكلاسيكي الذي قد يفتقر الى الجمهور، فـ“الموسيقي تشغله الموسيقى فقط لا ظروفها” على حد تعبيرها.
كاريراس والقواس سيشاركان في غناء مقطع من “شبح الأوبرا” The Phantom of The Opera التي ألّفها الموسيقي البريطاني المعاصر أندرو لويد وبير، علماً بأن هبة ستغنّي باللغتين الإنكليزية والعربية.
وإضافة الى الجزء الأوبرالي، تحمل الفنانة اللبنانية الى جمهور دبي برنامجها الخاص، ويتضمن أغنيات من تأليفها الموسيقي وتوزيعها. قدّمت القواس “قراءة” موسيقية لقصائد شعراء من مختلف الحقب والعصور: من المتصوّفة القدماء للحلاج (يا نسيم الريح) إلى شعراء لبنانيين محدثين في طليعتهم أنسي الحاج (أغنيك حبيبي). ومن الشعراء الآخرين الذين تحيي هبة قصائدهم بموسيقاها وصوتها: هدى النعماني، ندى الحاج، راغدة محفوظ... وصولاً الى شاعر من نوع خاص... ليس إلا مضيفها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. كما ستعزف “أوركسترا لندن السمفونية” عملين أوركستراليين من تأليف القواس.